وظائف شركات البترول
الرئيسية » » علاج القرحة والجرح

علاج القرحة والجرح

Written By Unknown on الثلاثاء، 5 مارس 2013 | 11:37 م


علاج القرحة والجرح

علاج القرحة والجرح
        أخرجا في الصحيحين عن عائشة ، قالت : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا اشتكى الإنسان أو كانت به قرحة أو جرح، قال بإصبعه (ووضع سفيان سبابته بالأرض ثم رفعها)، وقال : باسم الله تربة أرضنا، بريقة بعضنا؛ ليشفى سقيمنا، بإذن ربنا"(1).
هذا من العلاج السهل الميسر النافع المركب؛ وهي معالجة لطيفة يعالج بها القروح والجراحات الطرية، لا سيما عند عدم غيرها من الأدوية. إذ كانت موجودة بكل أر . وقد علم : أن طبيعة التراب الخالص باردة يابسة، مجففة لرطوبات القروح والجراحات، التي تمه الطبيعة من جودة فعلها، وسرعة اندمالها؛ لا سيما في البلاد الحارة، وأصحاب الأمزجة الحارة. فإن القروح والجراحات يتبعها ـ في أكثر الأمر ـ سوء مزاج حار، فيجتمع حرارة البلد والمزاج والجراح، وطبيعة التراب الخالص باردة يابسة أشد من قرودة جميع الأدوية المفردة الباردة؛ فتقابل برودة التراب حرارة المرض، لا سيما إن كان التراب قد غسل وجفف. ويتبعها أيضا كثرة الرطوبات الرديئة والسيلان؛ والتراب مجفف لها، مزيل ـ : لشدة يبسه وتجفيفه ـ للرطوبة الرديئة المانعة من برئها .ويحصل به ـ مع ذلك ـ تعديل مزاج العضو العليل . ومتى اعتدل مزاج العضو : قويت قواه المدبرة، ودفعت عنه الألم بإذن الله .
ومعنى الحديث : أنه يأخذ من ريق نفسه على إصبعه السبابة، ثم يضعها على التراب، فيعلق بها من شئ، فيمسح به على الجرح ويقول هذا الكلام؛ لما فيه: من بركة [ذكر] اسم الله ، وتفويض الأمر إليه، والتوكل عليه. فينضم أحد العلاجين إلى الآخر، فيقوي التأثير.
وهل المراد بقوله : "تربة أرضنا" ؛ جميع الأرض ؟ أو أرض المدينة خاصة ؟ فيه قولان : ولا ريب أن من التربة ما تكون فيه خاصية ينفع بخاصيته من أدواء كثيرة، ويشفي بها أسقاما رديئة. قال جالينوس : "رأيت بالاسكندرية مطحولين ومستسقين كثيرا ، يستعملون طين مصر، ويطلون به على سوقهم وأفخاذهم وسواعدهم وظهورهم وأضلاعهم ؛ فينتفعون به منفعة بينة. قال : وعلى هذا النحو، فقد يقع هذا الكلاء للأورام العفنة والمترهلة الرخوة. قال : وإني لأعرف قوما ـ ترهلت أبدانهم كلها من كثرة استفراغ الدم من أسفل ـ انتفعوا بهذا الطين نفعا بينا ؛ وقوما آخرين شفوا به أوجاعا مزمنة ، كانت متمكنة في بعض الأعضاء تمكنا شديدا، فبرأت وذهبت أصلا". وقال صاحب الكتاب المسيحي : "قوة الطين المجلوب من كنوس ـ وهي جزية المصطكى ـ قوة تجلو أو تغسل، وتنبت اللحم في القروح، وتختم القروح "انتهى.
وإذا كان هذا في هذه التربات، فما الظن بأطيب تربة على وجه الأرض وأبركها : وقد خالطت ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقارنت رقيته باسم ربه وتفويض الأمر إليه ؟ ! وقد تقدم أن قوى الرقية وتأثيرها : بحسب الراقي وانفعال المرقي عن رقيته. وهذا أمر لا ينكره طبيب فاضل عاقل مسلم، فإن انتفى أحد الأوصاف، فليقل ما شاء 0

---------------------------------
المراجع والهوامش
-------------


1ـ وأخرجه أيضا أبو داود والنسائي وابن ماجه وأحمد اهـ ق .

الأحكام النبوية فى الصناعة الطبية والطب النبوى لأبن القيم
شارك هذاه المقالة :

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
شركائنا : قانون | وظائف ذهبية | softpedia download
copyright © 2013. موقع الاسلام (رسالة الحق والسلام) - بعض الحقوق محفوظة
القالب من تصميم Creating Website و تعريب وظائف ذهبية
بكل فخر نستعمل Blogger