بعد أن أصبح الاكتئاب والأرق والمشاكل النفسية الأخرى أكثر الأمراض انتشارا في العصر الحالي، جعلت دول مجلس التعاون الخليجي القضاء على تلك الأمراض من أهم أولوياتها؛ لإيجاد مجتمع صحي عن طريق توفير مراكز الاستشارات النفسية في كافة دول المجلس.
جمعية أصدقاء الصحة النفسية بقطر (وياك) أحد تلك المراكز التي تقدم استشارات الصحة النفسية عبر العديد من الطرق، سواء عن طريق الهاتف أو المراسلة على موقع وياك على شبكة الإنترنت، أو بالطريقة التقليدية بزيارة المركز.
وفي العاشر من أكتوبر/تشرين الثاني كل عام يحتفل المركز ونظراؤه في دول مجلس التعاون باليوم العالمي للصحة النفسية؛ بهدف نشر هذه الثقافة عن طريق تنظيم العديد من الفعاليات التي تصل إلى أكبر عدد من أفراد المجتمع، وإزالة العائق النفسي الموجود في تلك المنطقة من عدم رغبة الشخص في كشف تلك الأمراض للآخرين.
ويصل "لوياك" عشرات الاستشارات اليومية التي تتركز أغلبها حول الاكتئاب والمشاكل العاطفية والأرق، وتتعامل الجمعية مع كافة تلك الاستشارات نظرا لاستعانتها بفريق كامل من المتخصصين في مجال الصحة النفسية.
اعتقادات خاطئة
مراكز الصحة النفسية في دول الخليج تعتمد في أغلبها على توفير الاستشارات عبر الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وذلك لمساعدة الشخص على التحدث والاستشارة ومواجهة حاجز الصمت الذي يجعل الأفراد يعزفون عن الذهاب لمراكز الصحة النفسية بسبب اعتقادات خاطئة.
وتشير الإحصاءات إلى أن واحدا من كل خمسة أشخاص بالغين، وواحدا من كل عشرة أطفال على مستوى العالم يواجهون حالة صحية نفسية، إلا أن نحو 25% فقط من هؤلاء يتلقون العلاج بسبب الوصمة التي تستند إلى معلومات غير صحيحة بشأن هذه الأمراض.
حسن بن عبد الله الغانم نائب رئيس مجلس إدارة جمعية "وياك" أكد أن المتغيرات الحياتية التي تحدث في منطقة الخليج تلقي بظلالها القوية على الناشئة والشباب، والهدف الرئيسي للجمعية هو العمل على الأخذ بأيدي الشباب إلى بر الأمان.
الغانم يعتقد بأن تلك المشاكل النفسية التي يتعرض لها الشباب في المنطقة ستؤدي في حال عدم مواجهتها إلى انعكاسات سلبية على الشباب، وبالتالي على أسرهم ومجتمعهم.
وقدم الغانم عرضا للفعاليات التي ستقوم بها الجمعية احتفالا باليوم العالمي للصحة النفسية، وذلك عن طريق إقامة العديد من الندوات وورش العمل التي تحث على مواجهة المشكلات النفسية المختلفة، بالإضافة إلى تنظيم مسيرة رياضية بحديقة أسباير بالدوحة لخلق ارتباط بين مفهوم الرياضة والصحة النفسية.
أما المدير التنفيذي لمركز دعم الصحة السلوكية بقطر راشد النعيمي فيقول إن مركزه يهدف إلى نشر الوعي السلوكي في المجتمع من خلال توعية كافة فئاته، خاصة فئة الشباب والنشء بمخاطر الانحرافات السلوكية، وتعزيز السلوكيات الإيجابية التي تتفق مع الفطرة السليمة وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
ويضيف النعيمي أن المركز يعمل على تأهيل من فقد القدرة من الشباب على التكيف مع ذاته أو مجتمعه صحيا ونفسيا واجتماعيا وثقافيا، والحيلولة دون وقوع المعرضين منهم لذلك فريسة للانحراف السلوكي أو مظاهر اضطرابات الهوية الجنسية، وذلك حفاظا على الشخصية السوية للمجتمع.
قطر ليست الوحيدة في دول مجلس التعاون التي تهتم وتدعم الصحة النفسية في المجتمع؛ ففي السعودية دعا مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض المجتمع لحضور فعاليات "اليوم العالمي للصحة النفسية"، وذلك تحت شعار "الشباب والصحة النفسية في عالم متغير"، حيث تتضمن الفعاليات محاضرات توعوية، وإقامة أركان استشارية ومعارض تثقيفية في عدد من الجهات الحكومية والمدارس ودور الرعاية والأسواق التجارية.
تجارب واقعية
وفي سلطنة عمان، نظم بهذه المناسبة الملتقى الدولي للصحة النفسية، الذي اختتم أعماله الأحد الماضي بمشاركة خليجية ودولية، وهدف الملتقى إلى رفع الوعي المجتمعي بأهمية التوافق النفسي، الذي ينعكس إيجابا على إنتاجية الفرد وتحسين العلاقات الأسرية وتحقيق سعادة المجتمع ككل.
الملتقى الدولي الأول للصحة النفسية الذي يعد الأول من نوعه يستهدف سرد قصص وتجارب لشخصيات واقعية خاضت صراعا مع أزمات، سواء كانت نفسية أو صحية أو أسرية أو اجتماعية، واستطاعوا تجاوزها بعد ذلك، بل أصبحوا ملهمين للآخرين.
الاسلام,اخبار,مقالات اسلامية,اسلام
اهتمام خليجي باليوم العالمي للصحة النفسية, اهتمام خليجي باليوم العالمي للصحة النفسية, اهتمام خليجي باليوم العالمي للصحة النفسية, اهتمام خليجي باليوم العالمي للصحة النفسية, اهتمام خليجي باليوم العالمي للصحة النفسية
المصدرمحور المقالات - إسلام ويب https://ift.tt/2ydsZZc
via موقع الاسلام
0 التعليقات:
إرسال تعليق