وظائف شركات البترول
الرئيسية » » 1435"ويتخذ منكم شهداء"اسلام

1435"ويتخذ منكم شهداء"اسلام

Written By Unknown on الأحد، 23 نوفمبر 2014 | 8:06 م

"ويتخذ منكم شهداء"



استوقفتني هذه الكلمات وأخذت أقلّب فكري فيها مدّة ، هي جزء من آية في سورة (آل عمران) " إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَيُحِبُّ الظَّالِمِينَ " (آل عمران : 140)



وقبل أن نخوض في القاعدة ، ينبغي أن نتطرق إلى بعض الأمور المهمة والمتداخلة في الموضوع :



أولاً: معنى كلمة الشهيد :



قال الأصفهاني: والشهيد: هو المحتضر، فتسميته بذلك لحضور الملائكة إياه إشارة إلى ما قال : "تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا... " الآية (فصلت : 30) ، قال: "والشهداء عند ربهم لهم أجرهم" (الحديد : 19) ،

أو لأنهم يشهدون في تلك الحالة ما أعد لهم من النعيم ،

أو لأنهم تشهد أرواحهم عند الله كما قال: "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما آتاهم الله من فضله" (آل عمران : 169 – 170) ، وعلى هذا دل قوله: "والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم" .. (مفردات ألفاظ القرآن للأصفهاني : مادة "شهد")



وقال ابن الأثير في (النهاية في غريب الحديث والأثر ، مادة شهد) : وسُمّي شهيداً لأن اللهَ وملائكته شهود له بالجنة ،

وقيل لأنه حي لم يمت ، كأنه شاهد ، أي حاضرٌ ،

وقيل لأن ملائكة الرحمة تَشْهَدُه ،

وقيل : لقيامه بشهادة الحق في أمر الله حتى قُتل ،

وقيل : لأنه يشهد ما أعد اللهُ له من الكرامة بالقتل ... " (انتهى)



ثانياً : لا يُقال : فلان شهيد :



بوب البخاري في صحيحه باباً بعنوان " باب لا يقال فلان شهيد" لحديث : " ... وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل لا يدع لهم شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه ، فقالوا : ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان ، فقال صلى الله عليه وسلم : أما أنه من أهل النار ..." ، وفي نهاية الحديث انتحر هذا الرجل.



قال ابن حجر معقبا على عنوان البخاري : أي على سبيل القطع بذلك إلا إن كان بالوحي (انتهى) .



ومعنى قول البخاري وابن حجر : أننا لا نحكم لمن قتل في أرض المعركة أنه شهيد يدخل الجنة ، لأن دخول الجنة أمر راجع إلى نية القتيل ، وهو في علم الله عز وجل إذ أن من عقيدة أهل السنة والجماعة أنه : لا يُحكم لأحد بجنة ولا نارإلا بوحي .



أما أن نسمي القتيل في المعركة شهيداً على سبيل إعطاء أحكام الشهيد ظاهراً ، وبناء على الظن الغالب بأن لا نكفنه ولا نغسله ولا نصلي عليه ، فهذا أمر قاله جمهور السلف والخلف.

قال ابن حجر : "ولذلك أطبق السلف على تسمية المقتولين في بدر وأُحد وغيرهما شهداء ، والمراد بذلك : الحكم الظاهر المبني على الظن الغالب ، والله أعلم". (فتح الباري 6/90)



بل لقد كان بعض المحدثين كابن كثير يطلق على من مات في غير المعركة لقب شهيد : فقال عن الفضل بن العباس (4/96 البداية والنهاية) : "استشهد بطاعون عمواس" ، وقال عن الحارث بن هشام (4/95) "استشهد بالشام". (انتهى) .





ثالثاً: لماذا لا يُقال : فلان شهيد !!



خطب عمر رضي الله عنه بالناس فقال "تقولون في مغازيكم : فلان شهيد ومات فلان شهيداً ، ولعله قد أوقر [الوقر : الحِمل] راحلته ، لا تقولوا ذلك ، ولكن قولوا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " من مات في سبيل الله أو قُتل فهو شهيد " (حسن : أخرجه أحمد) .. وقال أبو هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "الله أعلم بمن يجاهد في سبيله، والله أعلم بمن يُكلم في سبيله" (البخاري) ..



فليس كل من قاتل أو مات في المعركة شهيد عند الله سبحانه وتعالى .. وبهذا يتبيّن خطأ كثير من الناس في إطلاق لقب "شهيد" على من شاؤوا دون ضوابط أو علم ، والأفضل أن نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل القتلى في الشهداء ، فالدعاء للميت أفضل من جزمٍ لا فائدة فيه ، بل قد يكون فيه معصية لأن قبول الشهادة من خصوصيات الله سبحانه وتعالى ..





رابعاً : شروط الشهادة :



لقد بحثت عن شروط الشهادة في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم فوجدتها تدور حول أربعة شروط (ذكرها الدكتور "جاسم الجوابرة" في كتابه "تسهيل الدرب باختصار تفريج الكرب بفضائل شهيد المعارك والحرب" ) ، هي :



1- أن يكون المقتول مسلماً ، فإن الله لا يقبل عمل الكافر مهما عمل ، وهذا معروف من الدين بالضرورة .



2- أن يُقاتل لتكون كلمة الله هي العُليا ، فلا يُقاتل ليُقال شجاع ، أو لينال مغنماً ، أو من أجل تراب أو وطن أو حزب أو عرق أو غيره ، وهذا لا يستطيع أحد الإطلاع عليه غير الله ، ولذلك لا يُقال : "فلان شهيد" ..



3- أن يقاتل تحت راية إسلامية ظاهرة ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم "من قاتل تحت راية عمية يدعوا إلى عصبية ، أو يغضب لعصبية فقِتلته جاهلية " (مسلم) ، وهذا فيه تفصيل ليس هذا محله ..



4- أن لا يقتل نفسه ، لحديث القاتل نفسه في الغزوة (وهو في البخاري ومسلم) ، ولكن إذا فجّر نفسه في العدو أو انغمس فيهم ليلحق بهم ضرراً يفيد المسلمين ويُضعف أعدائهم فهذا ليس من قتل النفس بل هو من الجهاد ، ويسمى في اصطلاح الفقهاء : إنغماس ..





خامساً : بعض أحكام الشهيد :



من مات من المسلمين في المعركة وهو يقاتل العدو فإنه :



1- لا يُغسّل ،

2- ولا تُنزع ثيابه التي عليه ، بل يُدفن فيها

3- ويُستحب تكفينه بثوب واحد ،

4- أما الصلاة عليه فقد اختلف الفقهاء فيه لاختلاف الروايات ، والجمهور على أنه لا يُصلّى عليه ، والأحناف يرون الصلاة عليه ..





وبعد هذه المقدمة الضرورية ، نرجع إلى القاعدة "ويتخذ منكم شهداء" ..



أذكر أنني منذ مدة طويلة جلست مع شاب من المجاهدين العائدين من أرض أفغانستان ، وكنا نتحدث عن الجهاد وأحواله ، فتطرقنا إلى بعض أحاديث الجهاد وآياته ، وكان من ضمن ما خضنا فيه من الآيات ، هذه الآية ..



قلت له : لقد أشكلت علي هذه الآية !! أليست القنبلة إذا سقطت على الأرض فإنها تقتل من هنالك من الناس !!



قال : بلا ..



قلتُ : فإن هذه الآية أشكلت عليّ ، ولا أعرف معناها حقيقة !!



فأطرق دقيقة ثم قال : لا يعرف معنى هذه الآية إلا من كان في أرض المعركة .. أنا أسحب كلامي !! إن القنبلة إذا سقطت فإنها لا تقتل كل إنسان ، بل يموت أُناس ويبقى غيرهم .. ثم قال : والله لقد كنا نعرف الشهيد قبل أن يُقتل ، بل قبل أن تبدأ المعركة !! نرى ذلك في وجهه !! يأتي شاب صغير لا يُكمل شهر أو شهرين يختاره الله للشهادة ، ويبقى من الإخوة الكبار من خاض معارك كثيرة لا ينالون ذلك الشرف !! لقد كان بعض الإخوة يبكي إذا رأى أخوه الذي بجنبه قُتل وهو حي يُرزق ، وكان بعضهم يقول : لو كان فينا خير لاختارنا الله سبحانه وتعالى !!



ثم بدأت عيناه تذرفان بالدموع ، فأخذت أُذكره بفضل الجهاد وفضل المجاهدين ، وما أعد الله لهم في الآخرة من الثواب لأُخفف عنه بعض ما يجد ..



سكتَ بُرهة ، ثم قال : يا أخ "حسين" : كنت قبل كل معركة أتذكر حديث أم الربيع بنت البراء التي قال لها النبي صلى الله عليه وسلم "يا أم حارثة ، إنها جنان في الجنة ، وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى". (البخاري) ، وكانت نفسي تتوق إلى فضل الله ، ولكن الله سبحانه وتعالى اختار غير ذلك ، ولا أدري أهو استدراج أم مكر من الله أم غير ذلك ، والله إني أرى بأني أمشي في طريق كله أشواك وأنا في غاية الحذر ، لقد كانت أرض الجهاد منبسطة ليس فيها هذه المكاره .. ثم أخذ يبكي بكاء شديداً .. فقطعت الحوار رأفة به ..



لقد ذكر الشيخ عبد الله عزام رحمه الله بعض القصص التي تُبين وتؤكد كلام الأخ حفظه الله ، فقد روى قصة أحد الإخوة المجاهدين "أبو عاصم العراقي" ، قصّة عجيبة أسردها لكم :



قال الشيخ رحمه الله : " وأقبل رجب ، وبدأ أبو عاصم يعد الأيام حتى يأتي رمضان ويفرك يديه قائلا : آه على شهادة في رمضان، وجاء اليوم الرابع عشر من رمضان (1406هـ) وجاءت معه معركة "أندراب-بغلان" واستأذن أبو عاصم ليشترك في المعركة ، ويفجر باب القلعة التي يهاجمونها ، وأُذن له.

طلب من أحمد شاه مسعود أن يدخل المعركة فأذن له أن يدخل المعركة.

قال له : أنا أريد أن أنسف باب القلعة التي تريدون أن تهجموا عليها .

قال له : تفضل.

الذي كتب الأسماء كتب بجانب أبي عاصم شهيد! كل واحد بجانبه بلده ، أما أبي عاصم كتب بدل بلده شهيد ، جاءه شاب عربي آخر [ "عبد الله أنس" وهو حي يُرزق ، ويعيش الآن في بريطانيا] - هما إثنان عرب كانوا - قال له : أنت تستكثر إثنين من العرب ، أنت تريد أن تأخذ واحد بسرعة !!

قال : هو شهيد ، أقسم بالله أنه سيقتل اليوم شهيدا !!

قال [أبو أنس] : أنت تتألى على الله ؟

الذي كان يقسم اسمه "صفي الله" قائد من قادة أحمد شاه ، استشهد رحمة الله - قال : أنت تتألى على الله ؟

قال: والله لا أتأله على الله !!

قال : تعلم الغيب ؟

قال : والله لا أعلم الغيب ، لكن أقسم بالله سيقتل اليوم ، أقسم بالله سيقتل اليوم ، أقسم بالله أنه لن يعود ، أقسم بالله أنه لن يعود ، أربعة أيمان ، أرضاك يا أخي ؟ أنت أعمى ؟ ألا ترى نور الشهادة في وجهه ؟ أنظر نور الشهادة في وجهه.



وذهب أبو عاصم ووضع الألغام تحت باب القلعة ونسفها وانهار الباب وانهار جزء من الجدار ، ثم اندفع ودخل القلعة فأصابته رصاصة فقط ، هو وواحد آخر اسمه شاه قلندر ، كان في رمضان الإثنان فقط هما الصائمان والبقية أفطروا من أجل المعركة ، بقيا صائمان ، وهما الشهيدان الوحيدانفي المعركة من (117 رجل) ، إثنين استشهدوا أبو عاصم منهم. (انتهى كلام الشيخ رحمه الله)



وقال الشيخ عبدالله عزام رحمه الله : حدثني "جلال الدين حقاني" [أحد أكبر القادة الأفغان ، وهو من العلماء ، وسيّد من سادات المسلمين] فقال : كنا ثلاثين مجاهدا ، فبدأت الطائرات تقذفنا ، فكل القذائف حولنا انفجرت ، وجاءت بيننا قذيفة وزنها حوالي (54 كغم) فلم تنفجر ، ولو انفجرت لقتلت معظمنا.



وقال الشيخ عبدالله عزام رحمه الله : حدثني "جلال الدين حقاني" ، فقال : لقد رأيت الكثيرين من المجاهدين معي يخرجون من المعركة وألبستهم مخرقة من الرصاص ولكن لم يدخل جسدهم رصاصة واحدة ..

قال الشيخ "عبدالله عزام" : رأيت بعيني مكان رصاصة على حزام الرصاص الذي يلبسه (جلال الدين حقاني) على صدره ولم يجرح صدره.

وقال الشخ عزام رحمه الله :حدثني "جلال الدين حقاني" ، فقال: وطئت على قنبلة فانفجرت تحت قدمي ولم تجرحني أبدا.



لعل القصص السابقة تبين لنا بعض معاني قوله تعالى "ويتّخذ منكم شهداء" !! انظر إلى سيف الله خالد ابن الوليد يقاتل في مائة معركة ثم يموت على فراشه !! وعمرو بن أُقيش يقاتل في معركة واحدة (أُحد) فيرزقه الله الشهادة ويُدخله الجنة ولمّا يسجد لله سجدة واحدة !! إن الله "يتّخذ منكم شهداء" ..



ليس كل من حضر القتال ينال هذا الشرف !! هذا شرف كان يتمناه النبي صلى الله عليه وسلم ويدعوا الله أن يرزقه إيّاه .. ولعلنا نذكر بعض ما يناله الشهيد ليعرف الناس حقيقة هذا الشرف العظيم :



ما للشهيد عند الله :


- أفضل القتل قتل الشهداء الذين يهراق دمهم ويُعقر جوادهم .. (صحيح : أبو داود)

- يُغفر له في أول دفعة من دمه .. (الترمذي : صحيح)

- أحب القطرات إلى الله : قطرات دم الشهيد .. (حسن : الترمذي)

- ينال رحمة الله .. (آل عمران : 157)

- الشهادة شرف تمناه النبي صلى الله عليه وسلم .. (صحيح مسلم)

- لا يجد ألم القتل ، إلا كما يجد غيره من مسّ القرصة .. (صحيح : الترمذي)

- يأتي يوم القيامة وريح دمه المسك .. (البخاري ومسلم)

- الشهيد حيّ عند ربه يُرزق ، فرح بما آتاه الله من فضله .. (آل عمران : 169)

- يأتي الشُّهداء يوم القيامة واضعي سيوفهم على عواتقهم تقطر دماً يزدحمون على باب الجنة .. (حسن : الطبراني في مسند الشاميين)

- يرى مقعده من الجنة .. (صحيح : الترمذي)

- يُجار من عذاب القبر .. (صحيح : الترمذي)

- يأمن من فتنة القبر .. (الحاكم في المستدرك : حسن لغيره)

- يأمن من الفزع الأكبر .. (صحيح : الترمذي)

- يأمن من الصَّعقة .. (الحاكم في المستدرك : صحيح)

- يجري عليه أجر عمله حتى يُبعَث .. (صحيح : أحمد)

- يُجرى عليه رزقه حتى يُبعث .. (صحيح : مسلم)

- يوضع على رأسه تاج الوقار ، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها .. (صحيح : الترمذي)

- يزوّج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين (صحيح : الترمذي)

- يُشفَّع في سبعين من أقاربه .. (صحيح : الترمذي)

- يُكفَّر عنه كل خطيئة .. (أحمد : حسن لغيره) ، إلا الدَّين (صحيح : مسلم)

- يُحلّى حُلّة الإيمان .. (أحمد : حسن لغيره)

- يتمنى أن يرجع إلى الدنيا ليُقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة .. (صحيح : البخاري ومسلم)

- أرواح الشهداء في جوف طير خُضر لها قنايل معلّقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل .. (صحيح : مسلم)

- الشهداء على بارق نهر بباب الجنة ، في قبة خضراء ، يخرج عليهم رزقهم من الجنة بُكرة وعشيّة .. (أحمد : صححه ابن حبان)

- يكلّمهم الله كفاحاً دون حجاب ، جاء في حديث جابر خبراً عن حال أبيه .. (صحيح : الترمذي)

- من أوّل من يدخلون الجنة .. (حسن : الترمذي)

- الرجل المؤمن الجيّد الإيمان الذي يلقى العدو فيصدق ويُقتَل ، فهذا يَرفع الناس إليه أعناقهم .. (أحمد)

- الشهداء أُمناء الله في خلقه قُتلوا أو ماتوا .. (حسن : أحمد)

- الملائكة تظلل الشهيد بأجنحتها حتى يُرفع .. (صحيح : البخاري ومسلم)

- النبي لم يرى قط دار في الجنة أفضل من دار الشهداء .. (صحيح : البخاري)

- الشهيد يُحبه الله .. (صحيح : الترمذي)

- الشهيد المؤمن الذي جاهد العدو بنفسه وماله حتى قُتل هو في خيمة تحت عرش الله لا يفضله النبيّون إلا بدرجة النبوة .. (صحيح : أحمد)

- الشهيد من النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم من الشهيد ، وقد ورد هذا الحديث في جُليْبيب رضي الله عنه .. (صحيح : مسلم)

- الشهيد لا تأكل الأرض جسده ، وقد ورد هذا في طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه ، وفي غيره .. (صحيح : عبد الرزاق في المصنّف)

- الشهيد في الفردوس الأعلى ، ورد في حارثة بن سُراقة رضي الله عنه .. (صحيح : البخاري)

- الشهيد خير الناس منزلاً .. (حسن : النسائي)

- الله يضحك للشهيد الذي لاقى العدو في الصف الأول .. (أحمد : صحيح)

- الشهيد الذي لاقى العدو في الصف الأول يتلبَّط [يضطجع] في الغرف العُلا من الجنة .. (صحيح : أحمد)





"ويتّخذ منكم شُهداء" !!



تعبير عجيب عن معنى عميق - أن الشهداء لمختارون . يختارهم الله من بين المجاهدين ، ويتخذهم لنفسه - سبحانه - فما هي رزية إذن ولا خسارة أن يستشهد في سبيل الله من يستشهد . إنما هو اختيار وانتقاء ، وتكريم واختصاص .. إن هؤلاء هم الذين اختصهم الله ورزقهم الشهادة ، ليستخلصهم لنفسه - سبحانه - ويخصهم بقربه .



ثم هم شهداء يتخذهم الله ، ويستشهدهم على هذا الحق الذي بعث به للناس . يُستشهدهم فيؤدّون الشهادة . يؤدونها أداءً لا شبهة فيه ، ولا مطعن عليه ، ولا جدال حوله . يؤدونها بجهادهم حتى الموت في سبيل إحقاق هذا الحق ، وتقريره في دنيا الناس . يطلب الله - سبحانه - منهم أداء هذه الشهادة ، على أن ما جاءهم من عنده الحق ؛ وعلى أنهم آمنوا به ، وتجردوا له ، وأعزّوه حتى أرخصوا كل شيء دونه ؛ وعلى أن حياة الناس لا تصلح ولا تستقيم إلا بهذا الحق ؛ وعلى أنهم هم استيقنوا هذا ، فلم يألوا جهدا في كفاح الباطل وطرده من حياة الناس ، وإقرار هذا الحق في عالمهم وتحقيق منهج الله في حكم الناس .. يستشهدهم الله على هذا كله فيشهدون . وتكون شهادتهم هي هذا الجهاد حتى الموت . وهي شهادة لا تقبل الجدال والمحال !



وكل من ينطق بالشهادتين : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله . لا يقال له أنه شهِد ، إلا أن يؤدي مدلول هذه الشهادة ومقتضاها . ومدلولها هو ألا يتخذ إلا الله إلها . ومن ثم لا يتلقى الشريعة إلا من الله . فأخص خصائص الألوهية التشريع للعباد ؛ وأخص خصائص العبودية التلقي من الله .. ومدلولها كذلك ألا يتلقى من الله إلا عن محمد بما أنه رسول الله . ولا يعتمد مصدرا آخر للتلقي إلا هذا المصدر ..



ومقتضى هذه الشهادة أن يجاهد إذن لتصبح الألوهية لله وحده في الأرض ، كما بلّغها محمد صلى الله عليه وسلم فيصبح المنهج الذي أراده الله للناس ، والذي بلّغه عنه محمد صلى الله عليه وسلم هو المنهج السائد والغالب والمطاع ، وهو النظام الذي يصرف حياة الناس كلها بلا استثاء .



فإذا اقتضى هذا الأمر أن يموت في سبيله ، فهو إذن شهيد . أي شاهد : طلب الله إليه أداء هذه الشهادة فأدّاها . واتخذه الله شهيدا .. ورزقه هذا المقام .



هذا فقه ذلك التعبير العجيب : "ويتخذ منكم شهداء" .. وهو مدلول شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، ومقتضاه .. لا ما انتهى إليه مدلول هذه الشهادة من الرخص والتفاهة والضياع " (سيد قطب رحمه الله : في ظلال القرآن)





يتحدث الناس اليوم عن مأساة العرب المتطوعين في العراق !! لا يقولون : مجاهدون ، بل متطوعون !! استكثروا كلمة مجاهد على من يُجاهد في سبيل الله !!



مأساة !! هكذا يصفون الجهاد والقتل في سبيل الله !! مأساة !!



إن المأساة ما نحن فيه من التأخّر عن القتال والرضى بالبقاء مع الخوالف ، أما أولئك الرجال فقد نفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا وقتَلوا وقُتلوا في الصفوف الأولى ، نسأل الله أن يتقبّلهم في الشُهداء .. أولئك أمناء الله على خلقه (نسأل الله أن يكونوا كذلك) ..



إن المأساة أن تأتي جحافل الصليب لتحتل بلاد المسلمين ثم لا يخرج لها من أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلّا ستة آلاف رجل فقط !! هذه هي المأساة ..



المأساة أن يدخل علوج النصارى بغداد ليقتلوا الأطفال ويهتكوا الأعراض ثم لا يموت من رجال أمتنا عشرة ملايين على مشارف حاضرة الخلافة الإسلامية !!



إنها حقاً مأساة ..



مأساة أن يزهد المسلمون في الشهادة في سبيل الله ويتنادى الرجال بالتثبيط والقعود مع ربات الخدور في الجحور وبلاد الإسلام تُستباح !!



إنها مأساة !!



مأساة أن تكون السيوف مسلطة على رقاب المسلمين ، والنطع حاضر ، والسيّاف الصليبي قد رفع ذراعه ليقطع رؤوس المسلمين ثم تكون المصلحة في الجلوس وانتظار القدر !!



"وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ " (آل عمران : 169) .. إن هؤلاء أحياء بلا شك ، ولكن الأموات هم من يمشون على الأرض : أموات القلوب والهمم .. أموات الرجولة والقِيَم ..



يا من أشفق على أهل الجهاد : هلّا على نفسك كان ذا الإشفاقُ ..



إن أهل الجهاد في نعمة لا يعلمها إلا الله ، والسلامة ما هم فيه من حفظ الدين وجهاد الكافرين ، لا ما عليه هؤلاء المثبطون من الجلوس في الدور وانتظار القدور تلو القدور !!



لا تَنوحوا على المجاهدين ، بل نوحوا على أنفسكم التي أضعتموها بالتخلف عن الجهاد .. لم نبكي على "خطّاب" ، ولكننا ما زلنا نبكي على حال الأمة قبله وبعده ، أمّا هو : ففي الفردوس الأعلى بإذن الله الرحيم الكريم ..



يريدون حرباً دون خوف أو جزع أو حرّ أو بردٍ أو نَصَب أو تعب أو موت أو أسرٍ أو قنابل أو صواريخ أو رصاص أو دماء أو أشلاء .. إذاً : كيف تأتي الشهادة ، ومن أين يأتي فضلها !!



إنها مأساة أمة ، وليست مأساة "المتطوعين العرب" كما يزعم الخوالف من أشباه الرجال !!



اسلامى,شرح,ادب,ابداع,منوعات,اسلامية,



"ويتخذ منكم شهداء","ويتخذ منكم شهداء","ويتخذ منكم شهداء","ويتخذ منكم شهداء"

from منتديات الإسلام اليوم http://ift.tt/1v0phJw

via موقع الاسلام
شارك هذاه المقالة :

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
شركائنا : قانون | وظائف ذهبية | softpedia download
copyright © 2013. موقع الاسلام (رسالة الحق والسلام) - بعض الحقوق محفوظة
القالب من تصميم Creating Website و تعريب وظائف ذهبية
بكل فخر نستعمل Blogger