ستر العورة.. بين مكة والمدينة
الكاتب : عبد الله القرشي | القسم : نقد ومراجعات

هل تعلمون طريقا أشرف وأكرم من الطريق الواصل بين مكة والمدينة؟! ذلك الطريق.. مفروشٌ بالحنين والذكريات، وموصولٌ بالتاريخ والأمنيات، وسيظل خافضًا جناحه للمؤمنين ما بقي في الناس إسلامٌ وإيمان. وما ظنك بطريق ترى في طرفه من ههنا.. مكة المكرمة حيث الكعبة، وزمزم، ومقام إبراهيم، والصفا والمروة، والأمن والإيمان.. وفي طرفه الآخر هناك مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروضته الكريمة، وجسده الشريف! ولو تحدث هذا الطريق عن أخباره، سيتحدث عن أولياء وأصفياء يحبهم الله في عليائه، تتابعوا على هذا الطريق، وقلوب مؤمنة، وعيون باكية، تنظر للجبال والسهول وكأنها تنظر لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يهاجر مع صاحبه الصدّيق إلى المدينة المنورة. يا أيها الكرماء من أهل الفضل والنخوة والغيرة.. هل كثير على هذا الطريق أن نهتم به اهتماما يليق بمكة والمدينة، ويليق بهذه القلوب المؤمنة، والدموع الطاهرة؟! إن هذا الطريق الكريم لا يحتاج لمن يبكي ويشتكي من أجله؛ فهم أكثر من الكثير، ولكن يحتاج لمن يبادر بهمة ومحبة، فيخدم السائرين إلى المسجدين، كما يخدم ضيوفه في بيته، ويقدم لهم الخدمة بإتقانٍ وخبرةٍ ونظافة. حاولت أن أقترب من عقل المسلم المتشوق إلى هذه البقاع، والمعظم لها ولأهلها، كيف سيفكر حين يدخل محطة وقود يريد الوضوء والصلاة، ثم يفاجأ بالمستوى السيئ جدا في النظافة، والخدمة، والصيانة. إن مستوى الخدمة والنظافة هناك يصل إلى حد الصدمة والذهول. لقد أقبل هذا المسلم على هذه البلاد وهو يثق بدين أهلها، ويثق بثرائهم! فما بال الخدمات في طريق مكة والمدينة على هذا السوء والخزي؟! إن الخدمات أفضل وأجمل وأنظف في بلاد هي أفقر من هذه البلاد بكثير.. فلماذا هي على هذا السوء في بلاد النفط والثراء؟! هل هي قلة في الدين تحملهم على إهمال الطريق بين مكة والمدينة؟! لا أظن.. فهم يتنافسون في إطعام الناس عند المسجدين، ويتسابقون على تفطيرهم وإكرامهم، والمسجد يغص بالمصلين والمتدينين !نعم من حق هذا الحاج والمعتمر أن يتساءل عن السبب، وأن يحتار وهو يرى الشيء ونقيضه، وأن يصدم بمستوى الخدمات التي لا تليق بكرامة الإنسان.في ظني أن المشكلة ثقافية وليست مالية ولا دينية. إن النظافة ثقافة وتقليد وحضارة، وما لم تنطلق المبادرات الجادة والعاجلة في خدمة هذا الطريق، فلا نلوم إلا أنفسنا حين ينظر إلينا الناس نظرة لا تروق لنا. أين التجار الغيورون على سمعة الشعب والبلاد، وغيورون على ضيوف الرحمن من أن نؤذيهم بخدماتنا. يكفي استجداء ولومًا للوزارة المعنية، وآن الأوان أن تنتبه الجمعيات والمؤسسات الخيرية، والتجار، والمواطنون.. حتى يصبح الطريق بين مكة والمدينة، لائقا بهاتين المدينتين العظيمتين، ولائقا بكرم هذا الشعب وثقافته ودينه واهتمامه. إن محطات الوقود وخدماتها عورة يجب سترها، وإذا قصرت الجهة الرسمية، وأساء أصحاب المحطات، فأين المؤسسات والتجار وعموم المواطنين؟!((( منقول من صحيفة مكــة أون لاين )))
المصدر
اسلامى,شرح,ادب,ابداع,منوعات,اسلامية,
ستر العورة.. بين مكة والمدينة,ستر العورة.. بين مكة والمدينة,ستر العورة.. بين مكة والمدينة,ستر العورة.. بين مكة والمدينة
from منتديات الإسلام اليوم http://ift.tt/1mw6iDq
via موقع الاسلام
الكاتب : عبد الله القرشي | القسم : نقد ومراجعات
هل تعلمون طريقا أشرف وأكرم من الطريق الواصل بين مكة والمدينة؟! ذلك الطريق.. مفروشٌ بالحنين والذكريات، وموصولٌ بالتاريخ والأمنيات، وسيظل خافضًا جناحه للمؤمنين ما بقي في الناس إسلامٌ وإيمان. وما ظنك بطريق ترى في طرفه من ههنا.. مكة المكرمة حيث الكعبة، وزمزم، ومقام إبراهيم، والصفا والمروة، والأمن والإيمان.. وفي طرفه الآخر هناك مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروضته الكريمة، وجسده الشريف! ولو تحدث هذا الطريق عن أخباره، سيتحدث عن أولياء وأصفياء يحبهم الله في عليائه، تتابعوا على هذا الطريق، وقلوب مؤمنة، وعيون باكية، تنظر للجبال والسهول وكأنها تنظر لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يهاجر مع صاحبه الصدّيق إلى المدينة المنورة. يا أيها الكرماء من أهل الفضل والنخوة والغيرة.. هل كثير على هذا الطريق أن نهتم به اهتماما يليق بمكة والمدينة، ويليق بهذه القلوب المؤمنة، والدموع الطاهرة؟! إن هذا الطريق الكريم لا يحتاج لمن يبكي ويشتكي من أجله؛ فهم أكثر من الكثير، ولكن يحتاج لمن يبادر بهمة ومحبة، فيخدم السائرين إلى المسجدين، كما يخدم ضيوفه في بيته، ويقدم لهم الخدمة بإتقانٍ وخبرةٍ ونظافة. حاولت أن أقترب من عقل المسلم المتشوق إلى هذه البقاع، والمعظم لها ولأهلها، كيف سيفكر حين يدخل محطة وقود يريد الوضوء والصلاة، ثم يفاجأ بالمستوى السيئ جدا في النظافة، والخدمة، والصيانة. إن مستوى الخدمة والنظافة هناك يصل إلى حد الصدمة والذهول. لقد أقبل هذا المسلم على هذه البلاد وهو يثق بدين أهلها، ويثق بثرائهم! فما بال الخدمات في طريق مكة والمدينة على هذا السوء والخزي؟! إن الخدمات أفضل وأجمل وأنظف في بلاد هي أفقر من هذه البلاد بكثير.. فلماذا هي على هذا السوء في بلاد النفط والثراء؟! هل هي قلة في الدين تحملهم على إهمال الطريق بين مكة والمدينة؟! لا أظن.. فهم يتنافسون في إطعام الناس عند المسجدين، ويتسابقون على تفطيرهم وإكرامهم، والمسجد يغص بالمصلين والمتدينين !نعم من حق هذا الحاج والمعتمر أن يتساءل عن السبب، وأن يحتار وهو يرى الشيء ونقيضه، وأن يصدم بمستوى الخدمات التي لا تليق بكرامة الإنسان.في ظني أن المشكلة ثقافية وليست مالية ولا دينية. إن النظافة ثقافة وتقليد وحضارة، وما لم تنطلق المبادرات الجادة والعاجلة في خدمة هذا الطريق، فلا نلوم إلا أنفسنا حين ينظر إلينا الناس نظرة لا تروق لنا. أين التجار الغيورون على سمعة الشعب والبلاد، وغيورون على ضيوف الرحمن من أن نؤذيهم بخدماتنا. يكفي استجداء ولومًا للوزارة المعنية، وآن الأوان أن تنتبه الجمعيات والمؤسسات الخيرية، والتجار، والمواطنون.. حتى يصبح الطريق بين مكة والمدينة، لائقا بهاتين المدينتين العظيمتين، ولائقا بكرم هذا الشعب وثقافته ودينه واهتمامه. إن محطات الوقود وخدماتها عورة يجب سترها، وإذا قصرت الجهة الرسمية، وأساء أصحاب المحطات، فأين المؤسسات والتجار وعموم المواطنين؟!((( منقول من صحيفة مكــة أون لاين )))
المصدر
اسلامى,شرح,ادب,ابداع,منوعات,اسلامية,
ستر العورة.. بين مكة والمدينة,ستر العورة.. بين مكة والمدينة,ستر العورة.. بين مكة والمدينة,ستر العورة.. بين مكة والمدينة
from منتديات الإسلام اليوم http://ift.tt/1mw6iDq
via موقع الاسلام

0 التعليقات:
إرسال تعليق