وظائف شركات البترول
الرئيسية » » 1435رمضان والتوبة الفكرية 5اسلام

1435رمضان والتوبة الفكرية 5اسلام

Written By Unknown on الجمعة، 25 يوليو 2014 | 4:44 م

رمضان والتوبة الفكرية 5





الكاتب : علاء سعد حميده | القسم : نقد ومراجعات



وتظل قضية التنظيم وتضخمه في الواقع الإصلاحي الحركي المعاصر ذات أهمية كبرى، وتظل النداءات التي انطلقت عبر عقد ونصف على الأقل من الزمان تنادي بأهمية التخصص، وتفكيك التنظيم الشمولي إلى كيانات متخصصة تعلو، حتى تحولت في بعض الدول إلى تجربة واقعية كما حدث للحركة الإصلاحية في الأردن وفي المغرب، كما طفت تجربة حزب العدالة والتنمية في تركيا على السطح.. مع استمرار الإخفاقات التي تلاحق فكرة التنظيم الشمولي في دول أخرى أبرزها مصر.. وفي مقابل الدعوة إلى التخصص وتفكيك التنظيم الشمولي، فيما عرف طويلا تحت مسمى "فصل الدعوي عن السياسي"، ظهرت مقاومة قوية من أفراد التنظيم الشمولي لاسيما على مستوى القيادات الوسيطة تقول إن "الدعوة إلى التخصص وتفكيك التنظيم إلى كيانات تعمل باستقلالية وتتفق على المرجعية الفكرية العليا هي دعوة إلى علمانية جزئية".. أزعم أنني كنت واحدا ممن رفعوا لواء الدعوة إلى التخصص وتفكيك التنظيم الشمولي، مع مجموعة من الباحثين أمثال الشيخ عصام تليمة وإبراهيم الهضيبي ومصطفى كمشيش وفتحي عبد الستار وهيثم أبو خليل وحسام تمام- رحمه الله- وخليل عنان ومحمد سعد حميده، وغيرهم من الذين أتاح لهم ظهور مواقع إلكترونية متخصصة في البحث في الحركات العاملة على الساحة "كموقع إسلام أون لاين" فرصة للدراسة والنشر، هذا الجيل الذي يطلقون عليه جيل الشباب، بينما أرى أنه انتقل الآن إلى مرحلة جيل الوسط بعدما تخطى سن الأربعين! لقد ظل هذا الجيل الذي يتفق – دون لقاء عملي على الأرض- على تتلمذه على فقه الواقع والمقاصد والمآلات للشيخ يوسف القرضاوي، وإحياء فكرة المدرسة الدعوية الإصلاحية في مقابل التنظيم الشمولي الخانق، ظل هذا الجيل يؤسس لفكرة تفكيك التنظيم الشمولي إلى كيانات تخصصية مستقلة ومتوازية، تحقق قوله تعالى على لسان يعقوب عليه السلام (وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ?)67يوسف.. ولعلي لا أتجاوز الواقع ولا أشخصن هذه المراجعة الفكرية عندما أقول إن تجاهل هذه الأصوات الإصلاحية وعدم السماح لها بالتمدد داخل قواعد الحركة من أجل صنع حراك فكري صحي، يُعد من الأسباب الرئيسة لما وصل إليه الوضع المأزوم في مصر فيما بعد ثورة يناير المجيدة! ولم تكن دعوات التخصص التي أطلقها هذا الجيل إلا استجابة لدراسات عميقة سبقتها وأسست لها لكبار منظري العمل الحركي، حتى بات الاستشهاد والإحالة لتلك الآراء مفيدا في إطار المصارحة والمراجعة وصولا لقناعات فكرية وتصورات ومفاهيم جديدة ننطلق منها إلى الأمام، فتصور الأستاذ سيد دسوقي لمسألة الحركة والتنظيم،"إن من واجب الحركة الإسلامية أن تضخ في المجتمع خريجيها ممن يملكون ملكات في توجهات أخرى ولا تحبسهم في صفوفها"، أما محمد عبد الحليم أبو شقة، فتصور أن الحركة الإسلامية جملة من التنظيمات المتوازية المستقلة بعضها عن بعض يقوم كل منها على النهوض بقطاع من قطاعات المجتمع مثل قطاع العمل النقابي والثقافي والسياسي والاقتصادي، ويكون الحزب السياسي في مثل هذه الحالة تعبيراً عن الجهد الإصلاحي في حقل معين، أما قيادة الحركة الإسلامية فينبغي أن تكون ذات طابع روحي فكري توجيهي تربوي، توجه كل القطاعات على حد سواء بما تملكه من نفوذ فكري روحي، فهي أرفع من أن تزاحم حزباً من الأحزاب على موقع أو منصب ويشغلها ذلك عن مهمتها الرئيسية في الدعوة إلى الله وتوجيه الراعي والرعية دون أن تحصر نفسها وتتحيز إلى حزب محدد وتنشغل بالعاجل عن الآجل وبالجزئي عن الكلي[1]، ويرى الشيخ راشد الغنوشي: إن الحركة الإسلامية - حسب هذا التصور - أشبه ما تكون بالمدرسة الحضارية التي تقوم بتخريج أجيال صالحة تنبت في سائر شرايين المجتمع وخلاياه لتقوم بمهمة النهوض الإسلامي، ويصبح الحزب السياسي في هذه الحالة كالمؤسسة الاقتصادية والقضائية والعسكرية جزءاً من جسم أمة الإسلام، منه بمثابة الروح والعقل والدم والأنفاس.ومن مقتضيات ذلك : - أن تحرص على أن تقدم للناس برامجها الإصلاحية بديلاً من التلويح بشعارات الإسلام في حملاتها الانتخابية. - أن تتجنب كل شبهة لاحتكار الإسلام والتلويح بسيف التكفير. - أن تتجنب نهج الأحزاب الشيوعية الشمولية فلا تجعل الحزب الإسلامي يكاد يحتوي كل نشاط اجتماعي منظم كالنشاط النقابي والثقافي والمسجدي والاقتصادي، تاركاً للمجتمع المدني تنظيم نفسه، دافعاً نخبة كبيرة من أهل الكفاءات الدعوية والعلمية إلى الاستقلال عنه والتفرغ لإصلاح المجتمع، معتبرين أن إصلاح المجتمع وتوجيه الدعوة إلى كل الأحزاب على حد سواء أسمى مهام العمل الإسلامي، (ومَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مّمّن دَعَا إلَى اللّهِ وعَمِلَ صَالِحاً وقَالَ إنّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ) 33فصلت[2]، فإذا تركنا ساحة الفكر إلى ساحة التطبيق العملي، تجربة العمل الإصلاحي في المغرب أنموذجا، يصفها النائب الجزائري حمدادوش ناصر: لقد أصبح واضحا أن شمولية الفهم للإسلام وشمولية الأهداف والمقاصد لا تعني بالضرورة شمولية التنظيم, كما أن شمولية مجالات العمل وتعدّد اختصاصاته المختلفة لا تعني بالضرورة القدرة على استيعابها في تنظيمٍ واحد, وخاصة إذا كان هذا التنظيم مغلقا ويمارس العمل السياسي المدني بعقلية الجماعة الدعوية الدينية, فشروط الانتماء للحزب وبرامجه التفصيلية الحياتية تختلف عن شروط الانتماء للجماعة وبرامجها الدعوية العامة.. وهذا يتطلب نموذجا حركيا مرنا يستوعب المجالات التخصصية ويلتزم بالوظائف الأساسية, مما قاد التجربة المغربية إلى فكرة التنظيم الرسالي بدل التنظيم الهرمي, لأن التنظيم الواحد أصبح عبئًا على المشروع الإسلامي الكبير.. وهو ما يُعبّر عنه بالرسالية في العمل, أي استصحاب البُعد الدعوي وتحقيق مردودية الأعمال المتخصّصة واستهداف عائدها الحضاري.. إن التلاقي في المرجعية والتكامل في المشروع مع التمايز في الوظائف لا يعني قطع الحبل السرّي بين الحركة وبين رسالتها أو هويّتها، بل هي دعوة إلى "التخصّص الوظيفي" الذي يستوعب مجالات العمل التي لا يطيقها التنظيم الواحد وخاصة إذا كان سياسيا..[3] ، وما بين شمولية الأهداف وشمولية مجالات العمل كان لابد من فصل ووصل، بحيث يتم التلاقي في المرجعية والتكامل في المشروع مع التمايز في الوظائف. أما السيد محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح فيرى أن العلاقة بين الحركة والحزب هي علاقة شراكة بين مؤسستين مستقلتين، شراكة استراتيجية في المشروع بين حركة دعوية تربوية وحزب سياسي.. فهناك وصل في المرجعية الجامعة لكن هناك فصل في الإطار التنظيمي. ولنفهم المقاربة يحيل الحمداوي إلى مقاربة أوروبية تشبهها في قضية البيئة.. فهناك مشروع واحد أو هدف واحد هو حماية البيئة تقوم على تحقيقه جمعيات مجتمع مدني وتتبناه أحزاب وتخصص له وزارات.. والكل يهدف إلى حماية البيئة.. وهو ما يمكن أن نقرب به المشروع المشترك الذي يجمع الحركة والحزب وهو: الإسهام في إقامة الدين. علاء سعد حميده عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية [1] - "من محاضرة ألقاها الفقيد بتونس صائفة 1985 غير منشورة". نقلا عن بحث للشيخ راشد الغنوشي [2] - راشد الغنوشي يكتب عن حيرة الحركة الإسلامية بين الدولة والمجتمع -التجديد يوم 18 - 08 - 2002 [3] - بقلم النائب حمدادوش ناصر الحركة بين العمل السياسي والعمل الدعوي





المصدر





اسلامى,شرح,ادب,ابداع,منوعات,اسلامية,



رمضان والتوبة الفكرية 5,رمضان والتوبة الفكرية 5,رمضان والتوبة الفكرية 5,رمضان والتوبة الفكرية 5

from منتديات الإسلام اليوم http://ift.tt/1uoGf6W

via موقع الاسلام
شارك هذاه المقالة :

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
شركائنا : قانون | وظائف ذهبية | softpedia download
copyright © 2013. موقع الاسلام (رسالة الحق والسلام) - بعض الحقوق محفوظة
القالب من تصميم Creating Website و تعريب وظائف ذهبية
بكل فخر نستعمل Blogger