وظائف شركات البترول
الرئيسية » » 1435خاطرة : النفس بين أطروحات المصلحيناسلام

1435خاطرة : النفس بين أطروحات المصلحيناسلام

Written By Unknown on الجمعة، 18 أبريل 2014 | 2:54 ص

خاطرة : النفس بين أطروحات المصلحين





الكاتب : تركي بن رشود الشثري | القسم : تربية ومجتمع



للنفس إقبال وإدبار وهي مأمورة منهية في الحالين وقد كانت الزواجر عن مالا ينبغي ويليق متوافرة في الزمن الماضي فالمجتمع ضاغط والمحاضن التربوية مشاعة حتى لتكاد البيئة بأسرها أفراداً وبيوتاً ومجالساً وأسواقاً أن تكون محاضن معينة على الخيرات كافة عن المنهيات بل وحتى المنهيات قليلة وذرائعها شبه مسدودة ولا تكاد تجد أثراً يذكر للمغريات فالحياة على سذاجتها الطينية وقلوب أهلها البيضاء وأسلوب عيشها الفطري ، والأرض تمتص طاقة الجميع رجالاً ونساء كادحين لطلب اللقمة والكفاف فهم بذلك في غنى وبهذا تكون النتيجة الطبيعية هي العفاف ولهذا قُرنا في الدعاء وصححه الألباني (اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الهُدى والتُّقى والعَفافَ والغِنى ) فكيف الحال إذا كان الشاب مستقيماً على أمر الله طالباً للعلم واعظاً للخلق قائما بالليل صائماً بالنهار تحت وطأة هذا التقشف الإجباري والبيئة النقية الصحية من شوائب الشبهات ولوثة الشهوات ولكن الحال تبدل اليوم مع تدفق النفط وآثار الطفرة الخليجية ونتائج الاحتكاك بالعالم الآخر عربيه وغربيه وانفجار المعلومات واشتباك وسائل الاتصال والولع بالسفر والترفيه وتيسر سبل الفواحش ومتاهات الفكر وزخارف الثقافة المختلطة وتهاوي الطبقة الوسطى خلقياً ومالياً ومركزياً فما الذي حصل ..؟ظهرت على السطح طوائف من الشباب المتوتر والمفيسك والمشارك والمتعالم والمخلط والمحبط والمتردد بين الطاعة والمعصية وبين الحق والباطل والنور والظلام والرشد والغي والمريد بعمله الدنيا والمرائي إعلامياً والمغرم بالظهور والشهرة ولست في محراب نوراني أقذف الناس من خلاله بالشهب المحرقة والصواعق المرسلة وإنما أصف بعض الواقع وأضع العدسة على جانب من المجتمع المظلم الكئيب ولا بد في مثل هذه الأطروحات من القول بأن هناك أناس ممتازون وأنا لا أنكر ذلك وللأسف صرنا بحاجة لهذه الإحترازات دائماً لأن فهم البعض ثقيل وظن بعضهم الآخر سيء وبعيد عن السبيل ( قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى? أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى? وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ) الأنعام (71( إن الارتداد على الأعقاب عملية متصلة تمام الصلة بنفس الإنسان فلا يستطيع أن يعيش السوية النفسية عندما يرتد كلياً أو جزئياً لدرجة أن الذي اعتاد اجتناب المكروهات تتأذى نفسه بمجرد القرب منها أو التردد في اقترافها فكيف بالصغائر وأدهى منها الكبائر وأما الإلحاد والارتداد فهو مهلك النفس ومفسد العقل ومضني الجسد , ومن أسماء الله الهادي والهداية لها أقسام : الهداية الطبيعية لما يصلح به المعاش ( قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ) طه: 50 هداية الدلالة والإرشاد وهي للأنبياء وورثتهم من العلماء (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )الشورى: 52 هداية التوفيق والإلهام وهي مثبته لله منفية عن من سواه ( لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَ?كِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ) البقرة: 272نعود للآية (وَنُرَدُّ عَلَى? أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ)فهذا هُدي سبل السلام ولكنه بذل أسباب عطبه وسعى في تحصيل الموانع الصادة عن الصراط ففتح هواه نافذة في قلبه للشيطان فاستهواه وإلا فالشيطان ضعيف وليس له سلطان على المخلصين ولا يتمكن من حصن المؤمن الحصين وهو قلبه ملاك أمره وملك أعضاءه إلا بعملية الاستهواء فهو يستقوي عليه من خلال طاعته لهواه فمتى ما تبع هواه اتبعه الشيطان فدخل في قلبه ولوى رجليه على عنقه وخطم أنفه وسيره للوديان المهلكة التي لا يؤبه بمن ولجها وسار برجليه في دربها .فهو حيران ولا أعلم لفظة في معجم العرب تفي بهذه اللفظة في وصف المتردد إلا أنه حيران نعم حيران بين ماضيه وواقعه بين بيئته السابقة وبيئته اليوم بين أفكاره السالفة وأفكاره اليوم بين أصحابه الصالحين الذين ما فتئوا يدعوه إلى الهدى وهو لم يسلم قياده لطريق الردى ويستقيم عليه مع اعوجاجه لكنه يلتفت متحسراً لما خلف ورائه من النور والحياة فلا هو ميت ولا هو حي بل يأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت إنه لم يجزم ولم يحسم أمره للشمال ولا للعودة لليمين بل حيران فأي ضلال وأي حيرة وأي أزمة نفسية تعلو هذه ؟!إن الحياة في كل حضارة تبدأ بالدين وتعاليم الرسالة وهكذا كانت المدينة فقد سيطرت عليها القيم الروحية فكانوا في أسواقهم خير منا في مساجدنا وقد فكرت في القواسم المشتركة بين الصحابة فهل منها اجتناب الموبقات وقد رجم النبي صلى الله عليه وسلم على الزنا وجلد من شرب الخمر وإن كانت صوراً محدودة محصورة ومع ذلك فلنخرجها من حيز القواسم المشتركة وإن كانت منها وهنا ألفت الانتباه إلى أن تكرار الحديث عن أن مجتمع المدينة وقع فيه ما وقع ليس بجيد لأنها كما أسلفت صوراً محدودة محصورة وليست بظاهرة ومن وقع جاء تائباً منيباً بل ويريد أن يطهر نفسه بالحد مما دعى النبي صلى الله عليه وسلم أن ينادي فيهم بأن يستروا على أنفسهم فكم هو رائع ومستقيم ذلك المجتمع الذي يقول فيه القانون للناس لا تتقدموا إلى المثول بين يدي لأن وازعكم الداخلي حي .إذن ما هو القاسم المشترك بين الصحابة إنه التضحية وتقديم النفس رخيصة في سبيل الله فهذا شهد المشاهد كلها وذاك أمر أن يدفن تحت أسوار القسطنطينية والآخر بايع على أن يدخل السهم من هنا ويخرج من هاهنا وغيره يلقي التمرات ويرى أنها حياة طويلة لأن بقي حتى يأكلها وأبو دجانة يعاقب بأن يحبس عن الجهاد والتعرض للقتل والاستشهاد ما هؤلاء وأي رجال هم..؟!ينبني على ذلك أنهم مشتاقون لله ولرسوله ( غداً نلقى الأحبة محمد وحزبه ) (وأهلا بالموت حبيب جاء على فاقة ) .وأيضاً هم زهاد في الدنيا وأيضا هم يزرعون ويتاجرون فإذا نادى منادي الجهاد امتطوا جيادهم وامتشقوا سيوفهم وتعرضوا للردى فمن قضى نحبه طلب أن يعاد ويقتل مرة أخرى ومن أنتظر عاد إلى مزرعته أو فتح حانوته وكأن شيئاً لم يكن وليس مثلنا في ضيق صدورنا وضيق أفقنا فإما هجر الدنيا ( خيالياً فقط ) وإما الانغماس فيها بل نفوسهم كبيرة تستوعب الدنيا وكبدها والآخرة وطلبها .تتدرج الحياة لتنتقل لطور إعمال العقل في زيادة الإنتاج وتحقيق الوفرة وتدوين العلوم وتأصيل الأصول ووضع القواعد والرقى بالمجتمع في عمرانه وما يتطلبه عيشه من السهولة والتيسير وتتراخى الروح تبعاً لذلك ويكف المجتمع شيئاً فشيئاً عن إنكار المنكر ويتفرغ الكثيرون للهو والمتعة بشقيها المباح والمحرم وقد تم شيء من هذا في عصر بني أمية ولا تكتفي الحضارة بهذا بل تتقدم وتقدم معها العقل وتطالبه بالكثير من التفتح والسماح للأفكار الأخرى بالعبور وجعل كل شيء تحت منظار النقد طبقاً للمقاييس العقلية وهذه المرونة تأثر التأثير البالغ في العقيدة وتزحزح هذا الجبل شيئاً فشيئاً عن مقره وهذا الذي كان في عصر بني العباس فقد ترجمت الكتب واشتغل الناس بالترف الثقافي والسجال الفلسفي والانقسامات الفكرية وفرح كل حزب بما لديه فهاهي الأرواح تذوي والأعمال الصالحة تتلاشى والقلوب تبحث عن المستراح فتجده في كأس وغناء حسناء رومية أو فارسية بعد يوم عناء حافل بالجدل والمناظرات فضعفت الرقابة والممانعة المجتمعية وتفسخ كثير من القيم والمبادئ والأخلاق فاجتاح المغول بلاد المسلمين وسقطت الحضارة على يد البرابرة وأطوار الحضارة هذه نبه لها مالك بن نبي وقبله بن خلدون وليست بسر خفي .إننا في هذه اللحظة من عمر حضارة الخليج القصير احرقنا المراحل ووقفنا الآن على مشارف الانهيار الخلقي والذي يتكفل بضياع كل شيء بعده فجميع الحضارات سقطت منذ أن تهتكت المرأة ( الإغريق والفرس والرومان وغيرهم ) والذي يثير التساؤل أن حضارتنا مزيفة وكمية لا كيفية فهي عبارة عن سلع ومواد تبضعناها من الشرق والغرب بذهبنا الأسود ولا أدري كيف تنهار الحضارات المزيفة لأنه على مر التاريخ لم يمر هكذا قصور رملية على أمواج متلاطمة إذن سنكون مميزين في سقوطنا أيضاً , لقد انتقلت من حالة الفرد لحالة المجتمع مجبراً وأعود لأقول لا بد من العودة للروح وحياة الروح بالمعنى الشمولي للكلمة إن المصلحين الذين قاموا بمهمة الإصلاح وحملوا هذه الشعلة المقدسة جيلاً بعد جيل تناولوا أعراض المرض وفي أحيان أخرى تفرد كل واحد منهم بمرض من أمراض الأمة وصب عليه جام اهتمامه وتركيزه وتبعه طلابه ومريدوه والمؤلفات والمؤسسات التي خلَّفها وعليه جاءت النظرة مبتورة ومجتزأة وإن قدمت حل ولكنه حل لمشكل واحد وعلاج لعرض واحد بينما سائر الجسد منهك من الحمى والسهر فما هو الحل وكيف السبيل ؟هل مشكلتنا تعليمية أم اقتصادية أم تربوية ..؟هل الحل هو تقديم مشروع نهضوي متكامل وما علينا سوى تكثيف أسئلة النهضة وهل هناك من قام بهذه المحاولة ؟هل تكون العقيدة سلفية والمواجهة عصرية هذه جربت وباءت بالفشل .هل الحل أن تفترق الأمة إلى جماعات جماعة تهتم بالمواعظ والسلوك وجماعة تهتم بالفكر والثقافة وأخرى بالسياسة والتنظيم وغيرها بالدرس والتعليم هذا هو واقعنا وهو واقع أليم فما هو الحل وكيف السبيل ؟الحل في أمر واحد فقط وقبل ذلك هل اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الفتن نعم أخبرنا وهل أخبرنا بالافتراق نعم اخبرنا وهل اخبرنا بتداعي الأمم نعم اخبرنا وهل أعطانا الحل وهل كان ذلك في غاية البيان والوضوح أم لا ...؟الأسئلة كثيرة والمحاولات أكثر والإسلاميون طرقوا كل الأبواب وما علموا أن العناوين كانت خطأ لقد حاولوا تقديم نهضة إسلامية وفي مرحلة أخرى وضعوا أيديهم في أيدي غيرهم من الملوثين ليشتركوا في بناء مجتمع النهضة المتسامح والحبوب وفشلوا ثم دخلوا في المنظومة السياسية وحدث ما حدث فهل نحن معنيون بالنهضة وهل نملك مقوماتها وهل خلقنا الله كي نبني مجتمع حداثياً راقياً يعيش مع العالم من حوله بسلام ونتبادل الورود مع اليهود والنصارى والوثنيين؟إن نفاد الصبر وضغط الواقع واستعجال لا أقول النصر فكثير من الإسلاميين يستعجل النهضة والتنمية وكذلك الميل عن منهج الصحابة والتابعين لهم بإحسان في التعامل مع النفس والناس والله والأحداث هو الذي جرنا إلى هذا التيه لقد خالف الصحابة أمراً نبوياً واحداً في أحد فحدث ما حدث فكم خالفنا من الأوامر كل هذا ونحن في عالم مشبوه تحكمه علاقات سياسية برغماتية قائمة على تحقيق مصالح يقف الإسلام في وجهها وتسيره منظومة اقتصادية لمجموعة من الشركات العملاقة تسيطر على السوق ويقف الإسلام في وجهها كذلك .إن الليبرالية المزعومة والرأسمالية الجشعة لن تتوقف عن طحن بلاد الإسلام وجعلها بؤرة للصراعات الأثنية والطائفية وهو ما تحدثت به تصريحات رموزهم السياسية وكتب مفكريهم المنتمين للبيت الأبيض ومبتكراتهم اللفظية كتصريح رايس وكتاب نهاية التاريخ ومصطلح الفوضى الخلاقة ثم يأتي بعض الطيبين ليجمع الناس في مؤتمر ليطرح عليهم أسئلة النهضة ويضع يده في يد من يسمون أطياف المجتمع والآخر ليحقق التنمية الوطنية على أساس من المشاركة وخذ من هذه المعلبات الفكرية والمسرحيات السامجة..؟!يعاملون تاريخ الإسلام كغيره يريدون أن ننهض وينهض الغرب ونعيش في سلام ؟!هل نستمر في التفكير النهضوي رسالتنا ليست النهضة ولا التنمية وإنما رسالتنا التوحيد رسالتنا هي تدمير الحضارات القائمة على شفا جرف هار لإعادة بناءها مرة أخرى بما يتوافق مع إرادة الله في أرضه فالأرض أرض الله وليس لمن حاد الله ورسوله حق فيها فهي ليست له ولا يستحق أن يمشي عليها ولا يتنفس هواءها فالأرض لله يورثها من يشاء من عباده ويستخلفهم فيها .نحن عذاب يعذب الله به المشركين الصادين عن دين الله فهو يعذبهم بأيدينا (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ ) التوبة: 14 .وقبل ذلك نحن رحمة للعالمين , أما النهضة فالناس متمدنون بطبعهم وسينهضون إذا عم الإسلام الديار ولن يقف أهل الإسلام ضد الحضارة ولا الإفادة حتى من الحضارات البائدة إذن فالأمر صراع حضارات كما صرح الأعداء وبمعنى أصح صراع حق وباطل يتوارثان الحضارة إذن نحن دعاة الإسلام ندعو الناس إلى التوحيد ندعو الناس لمنهج الصحابة والتابعين نعيد الناس للمربع الأول نعيد الناس لروح المدينة وظلال المدينة فإذا أمنوا وسكنوا وهدأت تلك الأرواح المرهقة والنفوس الثائرة والقلوب المريضة فحصل بذلك الاجتماع وانتفت الفرقة بهذا تكون القوة وتأثر الدعوة في العالم الخارجي فنكون بالفعل خير أمة دعونا الناس لله وذكرناهم بأيام الله فإن أجابوا فذاك وإلا بيتناهم الأدنى فالأدنى إذا كان لدينا قوة وإلا صبرنا على دعوتهم لأننا مكيون ولم نتشرب بعد روح المدينة كما ينبغي ولسائل أن يسأل وكم يتطلب ذلك من الزمن ؟والجواب : يتطلب أن تطلب العلم وتعمل به وتدعو الناس إلى التوحيد حياتك كلها ولست مسؤولاً عن النصر ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) محمد: 7 أنت مسؤول عن إقامة التوحيد في نفسك وغيرك وهذا تكليفك فقط ( وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ )الذاريات: 56 قال بن عباس ومعنى يعبدون أي يوحدون .والطيب الثاني يجمع الناس في مؤتمر تحت اسم السلفية ويقول للبراليين أنتم تريدون صالح المنطقة ونحن كذلك وقد رأيتم كيف تتخلى أمريكا عن المنتمين لأفكارها وتوجهاتها فتعالوا نتعاون إذ مقصدنا واحد ..!والعجيب أن هذا المؤتمر يعقد في هذه الأيام بعدما أبصر الأعمى وسمع الأصم ونطق الأبكم بأن الليبراليون العرب شيء والإسلام والمسلمين شيء آخر ولو كان هذا الطرح قبل عشر سنيين لأنكرناه فكيف يأتي هذا ويتحدث أيضاً بإسم السلفية ويدعو الليبراليين للتطبيع مع السلفية بعدما أنهت أمريكا خدماتهم كل هذا حسن ظن بهؤلاء الذين لا يعرفون سوى مصالحهم الضيقة ووالله أنهم لا يهتمون لأمر الليبرالية قامت أم قعدت بقدر ما يهتمون بما يضعونه في أجوافهم وما يتنعمون به في حياتهم فيا لله العجب وهذا يريد أن يصنع منهم الفاجر الذي ينصر به الله هذا الدين إنهم ليسوا لهذه وليست لهم .سألت أحد المشاركين في هذا المؤتمر عن هذا الكلام فاعتذر لقول صاحبنا بأنه يريد قلب الطاولة على الليبراليين ويبين أنهم لا يريدون الإصلاح فقلت له أنا أحسن الظن ولكن المقصد الحسن وحده لا يكفي فمهمتنا ليست قلب الطاولة على المنافقين أو كشفهم للشارع فهم مكشوفون وخصوصاً في هذه الفترة ولكن مهمتنا أن نجاهدهم بالقرآن جهاداً كبيراً ( وجاهدهم به جهاداً كبيرا ) ولا يكون ذلك تحت قبة المؤتمرات ونقاش نقاط الالتقاء والافتراق وبحث مسألة الإصلاح فهم يحبون ذلك وهذه غايتهم التوفيق والجمع بين الشرق والغرب والحوت والضب (فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا )النساء: 62ثم هم مفسدون فكيف يناقشون في الإصلاح ? وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ (12(البقرةنحن لم نخرج إلا لنأمر الناس بالمعروف وننهاهم عن المنكر نحن أمة دعوة دعوة فقط ندعو إلى التوحيد وننهى عن الشرك ونقيم دعوتنا على هذا الأساس المتين ونكون شهداء على الناس كما أعلن ذلك ربعي بن عامر أمام قائد الفرس أهل الحضارة والمدنية والتنمية ماذا تريدون ؟فقال : أتينا لنخرج الناس من عبادة العباد لعبادة رب العباد .وعليه فلا نصر لنا ولا نهوض إلا بـ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) محمد: 7فبماذا ننصره ننصره بإتباع دعوة المرسلين على كل حال وفي كل ظرف فنحن لم نشهد على الأمم السابقة لأننا أصحاب نهضة وتنمية بل لأننا خير أمة أخرجت للناس لأننا أمة الدعوة إلى الله لأننا أتباع السنة المحمدية لأننا أتباع السلف الصالح وهم الصحابة خير أصحاب الأنبياء وفيهم أبو بكر الصديق خير الناس بعد الأنبياء وفيهم عمر الملهم المحدث .لقد مالت الفتن بالناس ومالوا بها فهلا رجعة صادقة لأخذ العلم من مصدره والإسلام من معينه والإقبال على العلم الصالح واعتزال الناس إلا في الخير فالنفس واحدة فلا تخضعها للتجارب .تركي بن رشود الشثريt.alsh3@hotmail.comTALSH3# تويتر





المصدر





اسلامى,شرح,ادب,ابداع,منوعات,اسلامية,



خاطرة : النفس بين أطروحات المصلحين,خاطرة : النفس بين أطروحات المصلحين,خاطرة : النفس بين أطروحات المصلحين,خاطرة : النفس بين أطروحات المصلحين

from منتديات الإسلام اليوم http://ift.tt/1f1m4iY

via موقع الاسلام
شارك هذاه المقالة :

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
شركائنا : قانون | وظائف ذهبية | softpedia download
copyright © 2013. موقع الاسلام (رسالة الحق والسلام) - بعض الحقوق محفوظة
القالب من تصميم Creating Website و تعريب وظائف ذهبية
بكل فخر نستعمل Blogger