وظائف شركات البترول
الرئيسية » » 1435عندما جلى أبياسلام

1435عندما جلى أبياسلام

Written By Unknown on الأربعاء، 19 مارس 2014 | 7:40 م

عندما جلى أبي





الكاتب : د. ديمة طارق طهبوب | القسم : تربية ومجتمع



صادف أني مرضت و أمي و لم نستطع القيام بأعمال المنزل فما كان من أبي الا أن قام ذات يوم بالتفكير في المساعدة و جلي الصحون و يا له من منظر و يا لها من نتائج!!كانت ربما المرة الأولى التي يتعرف فيها والدي على موقع المجلى من البيت و على ليفة الجلي الا أنه لم يعرف صابون الجلي فجلى الصحون و الملاعق بدونه فضلت بقع الزيت العنيدة شاهدة على محاولة مساعدة لم يكتب لها النجاح!والدي طبيب تربى تربية تقليدية ككل رجال العرب حيث معنى أن تكون رجلا أن تكون نسخة من "سي السيد" تأمر لتطاع و تطلب لتلبى و دورك الأهم في الأسرة هو الإعالة المادية التي تكسبك حقوق الطاعة، و الاقتراب من كل ما يخص المنزل عيب و نقيصة و حتى التربية يكون وجود الأب لتحمير العين لكل من فكر أن يزيغ عن الصراط المقبول اجتماعيا!والدي يعترف صراحة أن الذي نقله من صورة "سي السيد" المطاع التقليدية الى حالة الواقف طواعية على المجلى هو الدين و الدين فقط!نعم الدين و ليس غيره هو الذي يخرجنا من قمقم جهالة العادات و التقاليد و ثقل الموروث الاجتماعي و أسر الخرافة التي تحدد أدوارا نمطية و تعريفات و تصورات للأنوثة و الذكورة و معاني أن تكون امرأة أو رجلا و ما ينبني على ذلك من وظائف اجتماعية ترسم الحدود و مناطق العمل بين الرجال و النساء و تجعل الاقتراب أو حتى التعاون سبة في حق الطرفين فتصبح المرأة التي تقوم بعمل يحتاج الى قليل من القوة مسترجلة و يصبح الرجل الذي يعين أهله محكوم و بشخصية ضعيفة! و لحد القرن و العشرين لم ينفع التعليم في تغيير الحال و أنتج جيل الأبناء ما كان عليه آباؤهم و ربوا أولادهم على ذات السياق و التصورات فالنساء و عمل المنزل كأنما خُلقا من ذات النطفة و الرجل و الاستمتاع بالخدمات المقدمة أصبح حقا غير مُنازع و حاصل تحصيل يستوجبه لكونه ذكر!نعم هو الدين الذي عندما ابتعدنا عنه لم تنفعنا الحداثة و لا التعليم و لا التطور و انكفئنا نمارس ذات الممارسات الجاهلية بحق المرأة و كأن الزمن لم يمر و كأن البشرية وقفوا عند نقطة كانت المرأة تسلب وجودها البشري بالوأد و وجودها الاجتماعي و الانساني و الاقتصادي بالحرمان من التعليم و الميراث بل كانت هي نفسها تعامل كالميراث، و صدق سيد قطب عندما قال أن الجاهلية ليست مرحلة تاريخية كانت و انقضت بل هي مرشحة للوجود في كل عصر إذا وجدت البيئة و الأشخاص الذين يمارسون أفكارا و عادات جاهليةربما سأفقد كثيرا من قرائي من الرجال الذين سيخفون خاطرة اليوم عن زوجاتهم و كان يصلني أن بعض جمهوري الكريم من الرجال خصوصا يشاركون زوجاتهم بقراءة بعض ما أكتب، و لذا أجد اليوم أكثر الزاما في الصراحة و صاحب الدين و الخلق لن يخاف من الحق حتى و لو خالف هواه أو كان مقصرا فيه، و الآن نصل الى السؤال الخطير: هل المرأة في الاسلام ملزمة بأعمال المنزل و هل هذه ضريبة الأنوثة الملازمة لجنسها؟ هل قيام المرأة بأعمال المنزل فريضة أم نافلة تُثاب عليها؟ لقد طولب الرجال و النساء بالعمل الصالح على حد سواء و العمل الصالح مفتوح ما بين أعظم المنازل و أقلها فإذا كانت إماطة الأذى عن الطريق صدقة دون تحديد جنس من يقوم بالعمل و هذا في الطريق العام فما بالكم في بيت المرء الذي أمر الرسول بتنظيف فنائه بواو الجمع دون تحديد النساء بالخطاب! و في حديث الرعاية في البيت ألزم الله الرجل بالرعاية في داخل البيت كما ألزم المرأة فمساهمته أساسية و أصلية و معتبرة و من هنا كان المصطفى يكون في بيته في خدمة أهله و من كان يظن نفسه أكثر رجولة منه صل الله عليه و سلم فليرغب عن سنته، بل أن السيدة فاطمة لما طلبت الخادمة لم يعب عليها أحد ذلك و ذهب معها زوجها الى والدها فلم يعنفها عليه الصلاة و السلام و لم يخبرها أن هذه وظيفتها و يجب أن تتحمل و لكنه أراد لآل بيته أن يكونوا قدوة في التحمل و الترفع عن ملذات الدنيا فأخبرها أن التسبيح سيكون لها عونا و قوة على أمور البيت ليتعلم المسلمون منها و يسيرون على ذات الهدي، بل ان الدين جعل ميزان التعامل في البيت دلالة على ما هو أهم من العلاقة بالله فقيل "إذا رأيتم الرجل يقتر على عياله فاعلموا أن عمله مع الله أخبث!" و جعل بالمقابل خير اللقم و خير الرزق ما يضعه الرجل في فم زوجته و لم يحدد هل يطبخ لها أم يطعمها بيده فقط و السيرة تشهد أن عمرا، و الكل يعرف من عمر في ميزان الرجولة، وقف على قدر الطعام يطبخ و يحرك حتى أطعم الأرملة و أيتامهاهناك فرق بين امرأة تقدم لبيتها محبة و عن طيب نفس و طيب خاطر و بين امرأة تقوم بذلك ملزمة متأففة، و لو أخذنا برأي العامة، أن الطبخ مثلا نفس، و عمل البيت نفس فأنفاس المحبة الراضية غير أنفاس المجبرة التي لا تجد هروبا و لا حلا سوى أن تصدع بالإكراهليس معنى ما تقدم أن نخرج النساء من المطابخ و المنازل ليحل الرجال محلهم و لكنه معناه أن نغير العقليات و النفسيات و التعامل، فالمرأة يرضيها التقدير النفسي فيجعلها مستعدة لحمل جبل، فمن جعلها تتحمل أكثر الالام وجعا في التصنيف الطبي عند الولادة فقط لتنجب وليدها، يجعلها تتحمل المشاق كلها بابتسامة لو وجد من يقول شكرا، لو وجد من يشعرها بالتقدير، لو وجد من يسند كتفها عند التعب، لو وجد من يحرص على عقلها و راحتها و تطورها و تعليمها كما يحرص أن تكون ست بيت من الدرجة الأولى، لو وجد من يقف بجانبها عند المجلى فقط من باب المناصرة النفسية التي تقول دون كلمات: أنا معك، أنا بجانبك، لن أجلس حتى ترتاحي، أنا أقدر، البيت من دونك لا يسوى قشرة بصلةو تبقى الكرة في ملعب الرجل و السؤال: ما يمنعك من يسير الإحسان هذا الذي سيكون كبيرا في ميزانك و كفيل بإضفاء جو المحبة و المودة على الأسرة ؟سئل أحد الفلاسفة عن الحضارة فقال هي نفوذ النساء الطيبات، و نزيده من الحكمة سطرا فنقول: و هي أيضا نفوذ الرجال الطيبين الذين يقفون بجانبهنجلي أبي كان مليئا بالزيت و لكنه كان مليئا بالرحمة و خفض الجناح و حسن الخلق و هذه تتغلب على كل الزيوت و تمسح كل التعب و كل ما علق بالقلب من أدران الحياةاليوم اليوم و ليس غدا تستطيع يا آدم أن تكون سكنا كما كان أبوك لحواء و عونا كما كان رسولك لكل قارورة خلقت من أمته الى يوم الدين





المصدر





اسلامى,شرح,ادب,ابداع,منوعات,اسلامية,



عندما جلى أبي,عندما جلى أبي,عندما جلى أبي,عندما جلى أبي

from منتديات الإسلام اليوم http://ift.tt/1nFcAD6

via موقع الاسلام
شارك هذاه المقالة :

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
شركائنا : قانون | وظائف ذهبية | softpedia download
copyright © 2013. موقع الاسلام (رسالة الحق والسلام) - بعض الحقوق محفوظة
القالب من تصميم Creating Website و تعريب وظائف ذهبية
بكل فخر نستعمل Blogger