وظائف شركات البترول
الرئيسية » » 1435رؤية إسلامية للمعرفة ( 3/6 )اسلام

1435رؤية إسلامية للمعرفة ( 3/6 )اسلام

Written By Unknown on الجمعة، 21 مارس 2014 | 1:39 م

رؤية إسلامية للمعرفة ( 3/6 )





الكاتب : خالد الزهراني | القسم : اتجاهات فكرية



مصادر المعرفة في الفهم الإسلامي :في الصفحات السابقة تبين أن مصدر المعرفة في الاتجاه المادي أي طريق الوصول إليها هو الحواس بينما في الاتجاه المثالي هو العقل إلا أن الاتجاه النقدي المثالي خرج برؤية تكاملية بينهما تتمثل في مقولة كنْت (ت1804) : إن الأفكار بدون مضمون تكون خاوية والعيانات بدون تصورات تكون عمياء وهاتان الملكتان لا يمكن أن تستبدل كل واحدة منهما وظيفتهما بالأخرى فالذهن لا يمكن أن يحصل على أي عيانات والحواس لا يمكن أن تفكر في شيء وإنما تنتج المعرفة من اجتماعهما معاً . 1.(إمانويل كانت . عبدالرحمن بدوي ص 198 .قارن هذا النص بمقولة ابن تيمية (ت 1328) رحمه الله تعالى وهو قبل كنْت بما يقارب خمسة قرون حينما قال : " الكليات إنما تعلم بالعقل كما أن المعيَّنات إنما تعلم بالاحساس". ولعل هذا الفهم هو ما يفسر نشوء المنهج الاستقرائي التجريبي عند المسلمين والمنهج القياسي الاستدلالي. فالأول ميدانه عالم الشهادة بما فيه من أشياء وأحداث لها خصائص وميزات والثاني لا يستطيع أن يغفل الواقع إذ قد تكون بعض مقدماته تجريبية أو ممكنة الملاحظة بالمشاهدة ولكنه غالبا ما يتعامل مع الذات في تطابق الافكار البديهية الممنوحة للانسان بفضل من الله .والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: إذا سلمنا بالرؤية التكاملية بين الحس والعقل فما هي ماهي مصادر المعرفة في الفهم الإسلامي ؟مصادر المعرفة في الفهم الإسلامي هي بنية متكاملة متمثلة في:· المعارف الفطرية.· وفيما هو مقتضى الضرورة في الاستدلال العقلي سواء من الواقع المحسوس أو من الحقائق الغيبية.· وبما جاء الوحي بالدلالة عليه دون غيره. أما الوحي والذي هو حقيقة غيبية فيُسلَّم به بمقتضى الدلالة العقلية القاطعة على ثبوته وذلك بثلاثة أمور أولها : بما يتضمنه الوحي من الدلائل المقتضية لثبوته وصدق النبي صلى الله عليه وسلم كحفظ القرآن وكتحدي المكذبين به أن يأتوا بمثله وكالإخبار بالغيبيات التي لا يمكن أن يعلمها النبي بأي وسيلة بشرية ثم وقعت بعد ذلك وكموافقة الكشوف العلمية لما جاء فيه .وثانيها بدلالة المعجزات على النبوة وهي الآيات الخارقة للسنن الجارية ومقدور الثقلين . وثالثها دلالة أحوال النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته على نبوته عليه السلام . إن من المعرفة البشرية ما لا يمكن أن يستقل به العقل من مثل بعض العقائد الغيبية اللازمة للاعتقاد من مثل كثير من أسماء الله وصفاته وتفاصيل اليوم الآخر ومبدأ الخلق ونهايته والملائكة والجن وغيرها ، هذا من جهة ومن جهة أخرى ما يتعلق بتشريع العبادات التي لا يمكن التقرب إلى الله تعالى إلا بها وما نص عليه الوحي في معرفة ما يتعلق بأصول التشريع في معاملات مخصوصة ، وكذلك ما يتعلق بالأخلاق والسلوك مما يضبط مسألة تأثر العقل بعوامل البيئة كل هذا مما يستلزم أن يكون الوحي فيه مصدراً معصوماً للمعرفة . ولعل في التأكيد على معنى السماع بجانب التعقل في أكثر من موضع في القرأن دلالة على عدم استغناء العقل عن الوحي يقول الله تعالى " أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" الحج 46 وقوله تعالى "وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في اصحاب السعير" .أما فيما يتعلق بالمعارف الفطرية : فالمعارف الفطرية تتضمن ثلاث معارف هي فطرية معرفة الله وتوحيده وفطرية التحسين والتقبيح وفطرية المبادئ الأولية .· فطرية معرفة الله وتوحيده : المقصود أن يكون الإنسان مخلوقاً خلقةً تقتضي [ أي ليست مجرد أنها مؤهَّلة أو كونها موافقة للقدر السابق ] معرفة الله وتوحيده إذا ميز وعقل مع انتفاء الموانع الصارفة عن ذلك بحيث لا يحتاج الإنسان في ذلك إلى النظر والاستدلال . ولهذا نفى الله نفياً عاماً مطلقاً أن يكون أحد من الناس يعلم بأي شيء حين ولادته قال تعالى : ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً ) لأن العلم إنا يتحقق باجتماع قوة الإحساس بالواقع الخارجي وقوة الغريزة العقلية -كما مر معنا- فمن حُرم إحدى القوتين بحيث لا يدرك شيئاً من المحسوسات أو لا يعقل شيئاً لم يمكن أن يتحقق له أي مقتضى من مقتضيات الفطرة لا التوحيد ولا غيره .· فطرية التحسين والتقبيح : وهي مقتضى الضرورة الفطرية ومقتضى الدلالة للنصوص الشرعية أيضاً . أما كونها مقتضى الضرورة الفطرية فلأنها تستند إلى ما للأفعال من صفات ذاتية اقتضت أن تكون ملائمة للفطرة أو منافرة لها كما هو مشاهد . وأما كونها مقتضى الدلالة للنصوص الشرعية فيقول تعالى : ( يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ) قال ابن القيم رحمه الله : " دلت الآية على أنه أمرهم بالمعروف الذي تعرفه العقول وتقر بحسنه الفطر فأمرهم بما هو معروف في نفسه عند كل عقل سليم ونهاهم عما هو منكر في الطباع والعقول بحيث إذا عرض على العقول السليمة أنكرته أشد الإنكار وكما أن ما أمر به إذا عرض على العقل السليم قبله أعظم قبول وشهد بحسنه" . مفتاح دار السعادة . ( 2 / 388 ) .يقول جمال الدين القاسمي في معنى قوله تعالى : ( وهديناه النجدين ) "أي أودعنا في فطرته التمييز بين الخير والشر و أقمنا له من وجدانه وعقله أعلاماً تدل عليها ثم وهبنا له الاختيار فإليه أن يختار أي الطريقتين شاء" محاسن التأويل ( 17 / 159 ) .هذه القوة الفطرية المقتضية للتحسين والتقبيح هي التي يسميها فلاسفة الأخلاق الحاسة الخلقية أو الضمير وهي عندهم قوة معيارية نابعة من نفس الإنسان وليست مفروضة عليه من الخارج .إن القوة الفطرية المقتضية للتحسين والتقبيح تشمل القوة العلمية للفطرة وهي العلم والتصور للصفات المقتضية للتحسين والتقبيح وتشمل أيضاً القوة الإرادية للفطرة وهي محبة صفات الكمال والميل إليها ومنافرة صفات النقص للفطرة .· فطرية المبادئ الأولية : الأوليات أو المبادئ العقلية هي المقدمات الضرورية للاستدلال العقلي التي لا تحتاج إلى دليل ليثبتها لأنها هي أساس كل استدلال عقلي. من مثل أن الكل أعظم من الجزء والمساويان لشيء واحد يكونان متساويين والنقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان .عرفها ابن سيناء فقال هي قضايا ومقدمات تحدث في الإنسان من جهة قوته العقلية من غير سبب يوجب التصديق بها إلا لذواتها ( النجاة لابن سيناء ص 64 )وعرفها الساوي بقوله هي القضايا التي يصدِّق بها العقل الصريح لذاته ولغريزته لا لسبب من الأسباب الخارجة عنه . (البصائر النصيرية ص 220 ).إنها قوانين العقل الفطرية وخاصيته التي خلقه الله عليها يقول ابن تيمية :" البرهان الذي ينال بالنظر فيه العلم لا بد أن ينتهي إلا مقدمات ضرورية فطرية ... فلا بد من علوم بديهية أولية يبتدئها الله في قلبه وغاية البرهان أن ينتهي إليها فإذا وقع الشك فيها انقطع طريق النظر والبحث" . درء التعارض ( 3 / 309 ) .يقول ابن حزم: "ما كان مدركاً بأول العقل أو الحواس فليس عليه استدلال أصلاً بل من قبل هذه الجهات يبتدئ كل أحد بالاستدلال وبالرد إلى ذلك فيصح استدلاله أو يبطل" الفصل ( 5 / 109 ) ولهذا وصِفت بأنها ضرورية لأن "العلم الضروري هو الذي يلزم نفس العبد لزوماً لا يمكن معه دفعه عن نفسه" ابن تيمية ( 6 / 106 ).يقول ارسطو: "المقدمات المعروفة بالطبع يصدَّق بها بذاتها وليس يمكن لأحد أن يتصور فيها أنها على غير ما هي عليه" . تلخيص منطق ارسطو لابن رشد ( 4 / 399 )إن فطرية هذه المبادئ لا يعني أنها تكون حاصلة للإنسان مع ولادته فإن مما يبين بطلان ذلك قوله تعالى :( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً ) النحل 78 . وإنما المعنى أن الإنسان مفطور على التسليم بها بمجرد تصورها مع سلامة الحواس وانتفاء الموانع بحيث لا يحتاج في ذلك إلى برهان وذلك معنى قولهم أن الغريزة العقلية تقتضيها بالضرورة وهنا لا بد من الإشارة إلى أن العقل يشمل الغريزة العقلية التي هي ملكة التفكير وكذلك المبادئ الأولية التي هي مادة هذا التفكير وهما وإن أمكن الفصل بينهما في التصور إلا أنه لا يمكن الإنفكاك بينهما بحال إذ لا يمكن أن تكون الغريزة العقلية متحققة دون أن يتحقق مقتضاها وهي المبادئ اللازمة لها مع سلامة الحواس كما لا يمكن أن تكون المبادئ متحققة إلا وملزومها وهي الغريزة العقلية متحقق. وبعبارة مختصرة إن الإدراك الحسي مع سلامة الحواس وإنتفاء الموانع مضافاً إلية سلامة الغريزة العقلية هما شرطا تحقق المبادئ الأولية العقلية وبذلك يتضح أنه لا تعارض بين القول بفطرية المبادئ المنطقية وبين اشتراط الإدراك الحسي لتحققها إذ أن المقصود بفطريتها مجرد وجودها بالقوة والوجود بالقوة إنما ينتقل إلا الوجود بالعقل مع تحقق شروطه من سلامة الغريزة العقلية وسلامة الحواس وانتفاء موانعه .(هذه المقالة ملخصة في الأصل من كتاب المعرفة في الاسلام لمؤلفه د.عبدالله القرني)





المصدر





اسلامى,شرح,ادب,ابداع,منوعات,اسلامية,



رؤية إسلامية للمعرفة ( 3/6 ),رؤية إسلامية للمعرفة ( 3/6 ),رؤية إسلامية للمعرفة ( 3/6 ),رؤية إسلامية للمعرفة ( 3/6 )

from منتديات الإسلام اليوم http://ift.tt/1h31uyL

via موقع الاسلام
شارك هذاه المقالة :

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
شركائنا : قانون | وظائف ذهبية | softpedia download
copyright © 2013. موقع الاسلام (رسالة الحق والسلام) - بعض الحقوق محفوظة
القالب من تصميم Creating Website و تعريب وظائف ذهبية
بكل فخر نستعمل Blogger