وظائف شركات البترول
الرئيسية » » 1435رؤية اسلامية للمعرفة (2/6)اسلام

1435رؤية اسلامية للمعرفة (2/6)اسلام

Written By Unknown on الأحد، 16 مارس 2014 | 2:51 م

رؤية اسلامية للمعرفة (2/6)





الكاتب : خالد الزهراني | القسم : اتجاهات فكرية



لدلالة العقلية ودلالة الإدراك الحسي :مما تقدم يتبين للقاريء أن هناك ركيزتان أساسيتان في موضوع المعرفة هما الاحساس والعقل ولعل من المناسب ابتداءً الحديث عن مفهومهما باقتضاب ومن ثم يكون الحديث عن الرؤية لهما ولوظيفتهما من منظور إسلامي .فمما لا يخفى أن الحاسة تتكون من عضو للحس يرجع للعنصر المادي وقوةٍ لهذا الحس تعود الى الروح أي من قوة حاسة وآلات اتصال بالمدركات ، الا أن هناك من عرّف الاحساس بالقوة الفطرية التي تقتضي الانطباع بالمعطيات الحسية التي هي غاية ما ندركه من الأشياء في حالات الإدراك الطبيعي وهذا هو معنى كون الإحساس قوة فطرية . ولذلك فالإدراك الحسي لا يتوقف على قوة الإحساس المقتضية للإدراك الحسي لذاتها فقط بل يتوقف أيضاً على انتفاء موانع الإحساس التي تتعلق بالواقع الخارجي.إلا أن الشكاك قالوا إن هذه الحواس قد تخطئ بإطلاق وأنه لا يمكن الجزم بمطابقة الإدراك الحسي للواقع إذ أن الخطأ إذا أمكن في بعض ما تنقله الحواس استحال أن يكون الإدراك الحسي يقينياً لاحتمال الخطأ فيه . يقول ديكارت : " إني جربت هذه الحواس في بعض الأحيان فوجدتها خداعة ومن الحكمة ألا نطمئن كل الإطمئنان إلى من خدعونا ولو مرة واحدة " .إن المتأمل لما يذكره الشكاك في شكهم في الحواس لا يعدو أحد أمرين :إما أن يكون الخطأ ناشئاً عن عدم سلامة الحواس وإما أن يكون التغير في الواقع الموضوعي للمحسوسات لا في الإدراك الحسي . وكلاهما لا علاقة له بكون الإدراك الحسي لا بد وأن يكون مطابقاً للواقع الخارجي. 1.(المعرفة في الاسلام مصادرها ومجالاتها للدكتور عبدالله القرني).أما العقل فجاء في الصحاح ( 5 / 1769 ) ولسان العرب ( 11 / 458 ) أنه مصدر وقال سيبويه هو صفة .يصف الغزالي العقل بأنه ذلك الجوهر الكامل الفرد الذي ليس من شأنه الا التذكر والتفكر والرؤية وعرفه بتعريفين أحدهما يطلق ويراد به العلم بحقائق الأمور فيكون عبارة عن صفة العلم الذي محله خزانة القلب ، وثانيهما يراد به الادراك العام فيكون القلب أي تلك اللطيفة التي هي حقيقة الانسان .أما المتكلمون فلم يسموا العقل جوهرا ولا اعتبروه عضوا فعرّفوه بأنه مناط التكليف وفسره الأشعري بقوله العلم ببعض الضروريات ، القاضي عرّفه بأنه العلم بوجوب الواجبات واستحالة المستحيلات ومجاري العادات أما الرازي فعرّفه بقوله صفة غريزية يتبعها العلم بالضروريات عند سلامة الآلات . 2.)نظرية المعرفة بين القرآن والفلسفة ، الدكتور راجح بن عبدالحميد الكردي ص610(أما في القرآن فلم يعنهِ إعطاء نظرية في العقل وإنما المهم هو إعطاء وظيفة عقلية أو قلبية للانسان بل يعم الخطاب القرآني كل ما يتسع له الذهن الانساني من خاصة أو وظيفة . القرآن لم يجعل العقل جوهراً بل يجعله عرضاّ أو صفة مميزة للانسان ذلك ان الإدراك وظيفة الروح سواء كان الادراك عقلياً او حسياً . وتعمل كينونة الانسان كمادة وروح بشكل متكامل ومتناسق وبسرٍّ لا يعلمه الا الله سبحانه . فالقرآن لم يتحدث ولا في كلمة واحدة عن العقل بصيغة العقل وانما ذكر التعقل أي الوظيفة أو العملية التي هي تعقلون ويعقلون وعقلوه ويعقل في 49 موضوعا ولم يعز التعقل إلى عضو في الرأس وإنما عزاه إلى جهة أخرى سماها القلب التي هي اللطيفة المدركة فقال سبحانه "افلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها " كما ذكر القرآن كذلك وظائف مثل التذكر والتفكر والنظر والذكر والفقه والتدبر لتدل كلها على ما يدل عليه التعقل من وظائف للانسان. 1.(الكردي 622).قال ابن تيمية: " إن العقل في الكتاب والسنة وكلام الصحابة والأئمة لا يراد به جوهر قائم بنفسه بإتفاق المسلمين و إنما يراد به العقل الذي في الإنسان الذي هو عند من يتكلم في الجوهر والعَرَض من قبيل الأعراض لا من قبيل الجواهر . وهذا العقل في الأصل مصدر عقل يعقل عقلاً ... وهذا مثل لفظ السمع فإنه في الأصل مصدر سمع يسمع سمعاً وكذلك البصر ، ثم يعبَّر بهذه الألفاظ عن القوى التي يحصل بها الإدراك فيقال القوة - وهي ما تسمى بالقوة الغريزية – التي في العين بصر والقوة التي بها السمع سمع وبهذين الوجهين يفسر المسلمون العقل". 2. بغية المرتاد ص 252وثبوت هذا المعنى للعقل يقتضي أن الإدراك العقلي يتوقف على شرطين لا يتحقق إلا باجتماعهما وهما الغريزة العقلية وإنطباع الحواس بالمدركات الحسية . وبناءً على ما تقدم فلا بد في المعرفة من تحقق التكامل بين ما يختص به العقل وما تختص به الحواس . فالحواس إنما تدرك الوقائع الجزئية في الخارج ولا يمكن أن تدل على التصورات والأحكام الكلية الضرورية ، كما أنه لا يمكن إدراك الوقائع الجزئية في الخارج بمجرد الغريزة العقلية وما تقتضيه من التصورات والأحكام الكلية الضرورية وبذا يكون الشك في أحدهما مقتضياً للشك في الآخر . قال ابن تيمية رحمه الله : " الكليات إنما تعلم بالعقل كما أن المعيَّنات إنما تعلم بالإحساس " 3.درء التعارض 7 / 324ولذلك فإنه لا تعارض بين مقتضى الدلالة العقلية ومقتضى دلالة الإدراك الحسي لأن كلاهما مقتضى الفطرة فكما أن الإنسان مفطور على تصور الضروريات فهو أيضاً مفطور على إدراك الواقع الخارجي في حالته الطبيعية التي خلقه الله عليها ولكل منها وجهٌ من الدلالة يختص به لا يعارض الوجه الآخر. 1.(المعرفة في الاسلام مصادرها ومجالاتها للدكتور عبدالله القرني). وبالتالي فإنه يمكن أن يقال أن هناك عدة من قوانين العالم العامة يعرفها الإنسان معرفة مستقلة عن التجربة كمبدأ عدم التناقض ومبدأ العلية ومبدأ التناسب بين العلة والمعلول وما إلى ذلك من مبادئ عامة وحين تقدِّم له التجربة العلمية ظواهر الطبيعة وتعكسها في احساسه يُطبِّق عليها تلك المبادئ العامة ويحدد مفهومه العلمي عن واقع الشيء وجوهره على ضوء تلك المبادئ. 2.(فلسفتنا، محمد باقر الصدر)





المصدر





اسلامى,شرح,ادب,ابداع,منوعات,اسلامية,



رؤية اسلامية للمعرفة (2/6),رؤية اسلامية للمعرفة (2/6),رؤية اسلامية للمعرفة (2/6),رؤية اسلامية للمعرفة (2/6)

from منتديات الإسلام اليوم http://ift.tt/1p1mPgl

via موقع الاسلام
شارك هذاه المقالة :

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
شركائنا : قانون | وظائف ذهبية | softpedia download
copyright © 2013. موقع الاسلام (رسالة الحق والسلام) - بعض الحقوق محفوظة
القالب من تصميم Creating Website و تعريب وظائف ذهبية
بكل فخر نستعمل Blogger