شكرا وجزاكم الله خيرا
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم –هدانا الله وإياك إلى صراطه المستقيم- أن التوارة والإنجيل اللتان نزلتا من عند الله تعالى هما كلام الله تعالى ولا شك ولا ريب في صدقهما، إلا أن اليهود والنصارى حرفوهما وبدلوهما وزادوا فيهما ونقصوا، وجعلوا كل واحدة منهما عدة نسخ يناقض بعضها بعضا ويكذب بعضها بعضا، وبهذا يكون قد اختلط الحق فيهما بالباطل. ويدل على تحريف التوراة والإنجيل أدلة كثيرة منها:
· اختلاف ما فيهما وتناقضه.. ولو كانت كما نزلت من عند الله ما كان فيها شيء من ذلك، لقول الله تعالى: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا {النساء:82}.
· قوله تعالى: مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ {النساء:46}.
· قوله تعالى: وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران:75].
· قوله تعالى: وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ {آل عمران:78}.
· قوله تعالى: لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [آل عمران:71].
إلى غير ذلك من الآيات التي تبين بوضوح أن الكتابين قد بدلا وحرف ما فيهما. ولك أن تراجع لمزيد الفائدة فتوانا رقم: 14742.
وعليه، فإنه لا أحد الآن يستطيع الجزم بما إذا كانت وردت نصوص في الكتابين فيها حدود مماثلة للحدود التي وردت في القرآن، إلا أنه قد ثبت وجود آية الرجم في كتبهم. ففيالبخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن اليهود جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له أن رجلا منهم وامرأة زنيا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تجدون في التوراة في شأن الرجم؟ فقالوا: نفضحهم ويجلدون، فقال عبد الله بن سلام: كذبتم إن فيها الرجم، فأتوا بالتوراة فنشروها فوضع أحدهم يده على آية الرجم فقرأ ما قبلها وما بعدها، فقال له عبد الله بن سلام: ارفع يدك، فرفع يده فإذا فيها آية الرجم، فقالوا: صدق يا محمد فيها آية الرجم.
ومما ينبغي ملاحظته أن القرآن لم يحدد لكل إثم عقابا كما ورد في السؤال، وإنما وردت حدود لبعض المعاصي كالزنا والسرقة والقذف ونحوها.
ثم إنه قد وردت نصوص من السنة تحذر المسلم من مطالعة تلك الكتب، روى أحمدوالبيهقي عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن عمر أتاه فقال: إنا نسمع أحاديث من اليهود تعجبنا، أفترى أن نكتب بعضها؟ فقال: أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى؟! لقد جئتكم بها بيضاء نقية، ولو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي. وهو حديث حسن واللفظ للبيهقي.
لذا ننصحك –أخي الكريم- بالابتعاد عما قد يضر بدينك، ويلحق الخلل بعقيدتك.
0 التعليقات:
إرسال تعليق