وظائف شركات البترول
الرئيسية » » 1435مهرجان التنظير وغربة الفعلاسلام

1435مهرجان التنظير وغربة الفعلاسلام

Written By Unknown on السبت، 20 ديسمبر 2014 | 4:17 ص

مهرجان التنظير وغربة الفعل





الكاتب : عبدالعزيز علي | القسم : اتجاهات فكرية



في واقعٍ بالغ التنظيرِ كالذي نصبح ونمسي عليه، يغدو سؤال الجدوى أولويةً وحاجةً لمغادرةِ الإحباطات التنمويّة بخططها بعيدةِ المدى، والانكسارات اليوميّة الناجمة، بالضرورة، عنها.مادة الكلام لا تنفك تشير إلى مواطن الضعف، وترفع بعض النماذج، شرقاً وغرباً، إلى مرتبةِ المثال الواجب احتذاؤه. لكنّ المعرفة بهذه النماذج ليست كافيةً لإكساب هذه الرغبة أو تلك قوة انطلاقها على أرض الواقع. فالفضاء العام، على سبيل المثال، يروي قصصاً عن نجاحات "الآخرين"، ويفتح أبواب المقارنة على مصاريعها، ويرثي حالاً لا قِبَل للعناوين العريضة ببؤسه. يصح هذا لتجاوز الواقع المغضوب عليه، ويصح لنقده أيضاً، ملاحظة التفاصيل اليومية وانفصال "الكلام" عن أفعال التغيير وإنْ جالت على الشاشات وصفحات الجرائد نوايا لا شك في طِيبِها.في كثيرٍ من الأحيان، تبدو " المعرفة " غاية الوقت وثمرته. فإنْ كانت البوصلة تشير إلى تكافؤ الفرص وحكم القانون، فإن ما يعيشه الآخرون هو مما نعرف ويطيب لنا التحدث عنه وتلوين مناقبه بأفعل التفضيل، لا بل أن بدهية الاستشهاد بمنجزاتــ"هم" تأخذك إلى استعارة "القرية الصغيرة" وعالم ما بعد الحدود القومية المبالغة في فصلها، ولا ضير أن تستعيد ماضياً قريباً كانت يوغوسلافيا سلوبودان ميلوسوفيتش مسرحه، حين قوِّض مفهوم الحرب التقليديّة، وأُشبعت ذرائع الانتهاكات الداخلية تجريحاً ونقداً.المفارقة لا تقف عند حد. صورتها الأنصع تتبدى حين تحل الدبابة محل صناديق الاقتراع، ويمضي الباحثون عن صفات تجميلية للنكبات إلى واجهة الأحداث، وتقضي بعض النخب على ما تبقى من تعريفٍ للنزاهة.هذه الحال أورثت الثقافة بُهرجاً لفظياً شجع بعض المراقبين من خارجها على القول باستحالة التوفيق بين الأصوات المطالبة بمقوماتِ حياةٍ كريمة، وانكتاب النهضة في شواهد ماديّة هي من صميم مبدأ الاستخلاف وعمارة الأرض المتجذر في يوم الروح وليلها. استحالةٌ كهذه، وإنْ صَحَّت سلبيتها في وجوه، لا تصمد أمام منجز ينهل من معين الثقافة نفسها، وينفتح على أولوياته بأسئلة حيّة.لماذا بدا مشهد تنظيف المتظاهرين لميدان التحرير في قلب القاهرة، قُبيل الاحتفاء بـ 25 يناير، مثيراً للإعجاب ومنطَلقاً لبشارات النهضة آنذاك، على الرغم من محدوديته ووظيفته الرمزية؟بالنسبة لي، ذاكرة الإجابة عن سؤالٍ كهذا عرفت من المعاناة عقوداً من الفصام، وقراءة مطولات الانتصار الوهمي التي خلَّفَت في أفواهنا طعماً يتذكر "حنظلة" الراحل ناجي العلي. التغيير، حينها، كـ "فكرةٍ" ثوريّة، أخذ الأيدي إلى بعض اهتمامها وجوهر ما تَبَرَّمت منه في أداء الخدمات العامة. إذ يوكل الحدث مسؤولياته إلى رافعي اللافتات، ناصباً مظلةً للتناغم بين المكتوب والمُشاهَد. كما أن بلاغة المكان والمبتغى من الفعل كانا يرميان إلى كنسِ معوقات الصحة والجمال في البقعة الجديدة، وقيادة الماضي غير المتصالح مع أبنائه إلى مراجعات جذرية ولغةٍ موصولة بالفاعل وحركاته. بهذا لم نذهب بعيداً لا في التاريخ ولا في الجغرافيا. ويمكن أن نضيف، أيضاً، تضاريس لا يتسيّد فيها الضاد، لكنّ ازدهارها يشكل فرصةً لنمو المرجعيّة الحضاريّة المشتركة في تربةٍ تألف ممكنات العدل والشفافية وثقل الموقع على الخارطة الدوليّة. ولنا في الأرقام الدالة على ما يُنفق على البحث والتطوير في تركيا وماليزيا، كمثالين ينتميان إلى الدائرة الإسلاميّة، ما يساعد عجلة الطموح والحُلم في بلدانٍ نامية، نفطيّة وغير نفطيّة، على الدوران.ما قالته، وتقوله، ميادين عواصم عربية عدة أن ثمة ثقافة تُصَدِّر من الإعاقات ما يساهم في تشريد "العمل" الآخذ بأسباب الإنتاج، والقائم على العقول المبدعة، إلى أصقاعٍ تَقِل فيها التصريحات الواعدة بالمَنِّ والسلوى، ويكثر فيها الإنجاز الذي يتحدث عن نفسه. أي أننا نمهد حثيثاً لخسارة المستقبلِ، بعد أن أغرقنا الحاضر بأنواتٍ متضخمة صدَّقَت المدَّاحين، وعابت على المأخوذين بالإقلاع الحضاري إيمانهم بمشاريعهم وتجاهلهم لمحاولات التقزيم المستمرة. عبد العزيز علي





المصدر





اسلامى,شرح,ادب,ابداع,منوعات,اسلامية,



مهرجان التنظير وغربة الفعل,مهرجان التنظير وغربة الفعل,مهرجان التنظير وغربة الفعل,مهرجان التنظير وغربة الفعل

from منتديات الإسلام اليوم http://ift.tt/1GDljeZ

via موقع الاسلام
شارك هذاه المقالة :

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
شركائنا : قانون | وظائف ذهبية | softpedia download
copyright © 2013. موقع الاسلام (رسالة الحق والسلام) - بعض الحقوق محفوظة
القالب من تصميم Creating Website و تعريب وظائف ذهبية
بكل فخر نستعمل Blogger