وظائف شركات البترول
الرئيسية » » 1435رمضان والتوبة الفكرية 6اسلام

1435رمضان والتوبة الفكرية 6اسلام

Written By Unknown on الأربعاء، 30 يوليو 2014 | 7:39 م

رمضان والتوبة الفكرية 6





الكاتب : علاء سعد حميده | القسم : نقد ومراجعات



ها هي العشر الأواخر من رمضان قد أنتهت بعظمتها، وفيها ليلة القدر وهي خير من ألف شهر.. يعتق المولى عز وجل في ليالي العشر آلاف الفائزين.. ترتفع أكف الضراعة، وتنطلق الدعوات، وتنسكب العبرات، ومع هؤلاء العباد الذين أقبلوا على ربهم في كل فج عميق في خشوع وضراعة بين الخوف والرجاء والوجل والأمل.. نقف خاشعين متبتلين نسأله تعالى: اللهم إنا أردنا الحق واجتهدنا فيه، فهل لنا عن أخطاء التصور وأخطاء الاجتهاد، واختلاط المفاهيم من توبة؟يا إلهي عبدك العاصي أتى بذنوب هل له من توبةيطرق الأبواب يبكي ندما سوء أيام مضت في الخيبةفي سويعات السحر في أشرف أوقات العام، ترتفع صيحات الثكالى، وأنّات المكلومين، وهمسات المظلومين.. يستنصرون، يستصرخون ربا هو أرحم الراحمين.. فما بال النصر يبطئ بنا!!.. اللهم إنا نقسم بدماء شهداء أريقت، ونرفع مع دعاء السحر، مراجعة وتوبة فكرية نصحح فيها مفاهيمنا وتصوراتنا، ونحاسب فيها أنفسنا ونسعى أن نغير ما بأنفسنا، لتغير يا ربنا حالنا إلى أحسن حال.. في لحظات التوبة والإنابة نتساءل مما نتوب؟، لتصدق إلى الله توبتنا، فنجمع إلى ذنوب اقترفناها غافلين، وتقصير في أوامر ربنا متكاسلين، قصورا في تصوراتنا.. إلهنا لا نتكبر عن الاعتراف بأخطائنا فالكبر كبيرة من أكبر الكبائر.. والكبر تصور عقلي يجعل عقل المتكبر أعلى من عقول الآخرين، ووهم نفسي يسيطر على النفس والقلب، قبل أن يُترجم إلى سلوك مترفع على خلق الله تعالى.. ومن الكبر -والله أعلم- الترفع عن المراجعة الذاتية.. الكبر ولاشك يمنع الاستغفار، ويعيق طريق التوبة.. لأن الكبر بَطر الحق وغَمطُ الناس، ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر!! أما نحن يا ربنا فلا نستنكف أن نردد قول رسولنا صلى الله عليه وسلم: "لو استدبرت من أمري ما استقبلت".. فنحن أتباع رسول يمارس المراجعة ويجاهر بها! فيقول عن جبل أحد الذي أصاب المؤمنين عنده القرح والمصيبة عند الغزوة: إن أُحدا جبل يحبنا ونحبه[1].. وينادي عبد الله بن أم مكتوم بقوله: مرحبا بمن عاتبني فيه ربي![2]فإذا انتقلنا في مراجعاتنا إلى إشكالية:- كبر جسد التنظيم أكثر من قدرة الإدارة على التوظيف والتوجيه مما يؤدي إلى ترهله.. نجد أن الجسم الكبير العملاق يصعب تحريكه بسهولة.. صحيح أنه يبقى ضخما عملاقا، لكن ذلك على حساب المرونة والسرعة والقدرة والكفاءة والدقة! سُئل أحد أعضاء مكتب الإرشاد في عام 2005م، لماذا تأخر حراك الإخوان ونزولهم بمظاهرات إلى الشارع ضد تعديلات دستورية أدخلت وقتها.. عن حراك حركات صغيرة ناشئة كحركة كفاية؟! فأجاب:"الإخوان جسم كبير يحتاج إلى وقت لتحريكه"! فهل تحولت ضخامة التنظيم الشمولي إلى عائق من معوقات الحركة؟ في الوقت الذي يوحد ضده الأعداء والخصوم ظنا منهم أنه أقوى من اللازم؟! دون أن يدركوا ترهله وهشاشته! بعضهم يتساءل لماذا انقرضت الديناصورات العملاقة بينما حافظت على بقائها الكائنات الأصغر حجما؟ التجارب الحديثة على مرارتها أثبتت أن ضخامة حجم التنظيم وترهله، لم تمنع قهرا ولا بطشا ولا غدرا حاق به، ولم يكن كبر الحجم سوى فرصة لأعدائه بإنزال العقاب الجماعي بعشرات الآلاف من أعضائه لمجرد الانتماء! وهذا يقودنا إلى الإشكالية التالية:- اضطراب في تصور دورالتنظيم وشكله ومستقبله ! ويتبادر السؤال: هل المطلوب أن يستمر التنظيم يكبر حتى يستوعب المجتمع بأسره؟ أم تحقيق أكبر شعبية والتفاف مجتمعي حول ذات التنظيم ولو كان صغيرا؟، ونستعين للإجابة عن هذين السؤالين بالتجربة المغربية على الأرض، إذ تخطى الأمر مرحلة التنظير إلى مرحلة التطبيق العملي، ومن خلال كتاب "الرسالية.. استيعاب ومدافعة" للسيد محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح المغربية، الذي يطرح من خلاله: أن الرسالية المقصودة هي "الجهود المبذولة فكريا وعمليا من أجل جعل مشروعنا الإصلاحي ملكا للمجتمع، وما يقتضيه ذلك من دفع منطق الطائفية والتمركز حول الذات، وتعزيز فلسفة وحدة المشروع عوض وحدة التنظيم.فالضمانة الحقيقية لتحصين" تقدم" المشروع الإسلامي الإصلاحي، هو "إسناده بعمق مجتمعي وبفعالية مدنية وتوازن معرفي ومنهجي في تشكيل الشخصية الرسالية الحاملة له"[3] .. وأطروحة "التنظيم الرسالي" تجعل الولاء للمشروع الخادم للمجتمع مقدما على الولاء للتنظيم، من خلال جعل عمل التخصص في مجاله قائما على منطق الانتماء للمشروع، وليس بكونه فرعا عن التنظيم المركزي المحوري، مما يحرر إرادته ومبادراته.. ويرى المؤلف أن هذا التوجه يتفادى سلبيات التنظيم المحوري الشمولي من فكر شخصاني وتمركز على التنظيم والدعاية له. وتوسيع المجال الحيوي للمشروع المجتمعي: ويراد به معرفة دوائر الفعل والتأثير للمشروع داخل المجتمع بكل فئاته أفرادا وتنظيمات وتيارات، وأيضا تجاوز ثنائية "الديني" و"اللاديني"، نحو استيعاب أكبر للديني ضمن مجال أوسع.. فهل يمكننا وضع تصور مستقبلي لشكل التنظيم ووظيفته في ضوء هذه الرؤى؟- إشكالية المواءمة القانونية للتنظيم.. لاشك أن فرض حالة "لا قانونية" على العمل الحركي الإصلاحي هو خيار الأنظمة المستبدة الأول ويكاد يكون الأخير.. فهو يفرضه على الكيانات الإصلاحية والحركية والدعوية بالقهر والإجبار.. هذا الوضع غير القانوني يجعل الدعوات الإصلاحية دائما في مهب الريح، فيتحكم النظام القمعي في المساحة المسموح لها بها بين الحظر أو السماح، الحذر وفق أضيق ما يكون من ناحية، ومن ناحية أخرى تظل تلك الكيانات تحت ضغط نفسي وعصبي شديدين لتحركها تحت طائلة القانون، مما يعوق حركتها في اتجاه التطوير والتجويد والإضافة، ثم هو يصرف عنها الأتباع الذين ربما يقتنعون بمبادئها، ولكنهم يؤثرون السلامة، باختصار تفرض الأنظمة المستبدة لا قانونية على الدعوات الإصلاحية بغرض محاصرتها، الخطر الحقيقي هو استمراء الحركات الإصلاحية حالة "اللا تقنين" بذريعة عدم وضع أنشطتها تحت سيطرة الدولة، ومن ثم يحدث تراضٍ بين الطرفين على هذه الحال الضبابية.. والعجيب أن الحركة الإصلاحية تنتزع أو تستطيع أن تنتزع مساحات للعمل من تلك الأنظمة انتزاعا عبر شعبيتها وتحت ضغط الحاجة المجتمعية.. لكنها لا تحاول انتزاع هذه الأطر القانونية بنفس القدر من الإصرار على انتزاع أو فرض وجودها في مساحات أخرى، وما تبذله في سبيل ذلك من تضحيات جسام.. لقد تحررت مصر لمدة عامين ونصف من السلطة الاستبدادية ما بين فبراير2011 ويوليو2013م، وسوى إنشاء حزب سياسي، وجمعية اجتماعية شكلية، لم تحاول جماعة بحجم الإخوان تسكين نفسها قانونيا بشكل منطقي.. إنها عقلية التنظيم الشمولي الذي يرى نفسه دولة أكبر من الدولة، حتى ولو حكم ممثله السياسي الدولة!! ولذلك حثت وثيقة العمل الوطني والدعوي في أعقاب ثورة يناير على التسكين القانوني للأعمال الدعوية ما أمكن، من خلال إنشاء المؤسسات والجمعيات والمعاهد العلمية والدعوية والإغاثية الراعية لها وتسجيلها، توطينا للأعمال الدعوية في دائرة المشروعية، وإقصاء لها – ما أمكن – عن المشكلات القانونية والاحتقانات الأمنية، فالأصل في أعمال الدعوة العلانية، فإن العلم لا يهلك حتى يكون سرا كما قال عمر بن عبد العزيز، فينبغي تجنب السرية في الأعمال الدعوية، دفعا لما تجره من توجسات واختناقات لا وجه لها..علاء سعد حميدهعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية[1] - أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة[2] - قاله الثوري[3] - الكتاب ص:44





المصدر





اسلامى,شرح,ادب,ابداع,منوعات,اسلامية,



رمضان والتوبة الفكرية 6,رمضان والتوبة الفكرية 6,رمضان والتوبة الفكرية 6,رمضان والتوبة الفكرية 6

from منتديات الإسلام اليوم http://ift.tt/1prHuNe

via موقع الاسلام
شارك هذاه المقالة :

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
شركائنا : قانون | وظائف ذهبية | softpedia download
copyright © 2013. موقع الاسلام (رسالة الحق والسلام) - بعض الحقوق محفوظة
القالب من تصميم Creating Website و تعريب وظائف ذهبية
بكل فخر نستعمل Blogger