نقد السلفية .. من المخطئ؟! الجزء الأول
الكاتب : إبراهيم محمد صديق | القسم : نقد ومراجعات

$0مابين الفينة والأخرى تتجدَّدُ الخطابات النقدية للمنهج السلفي، ومع كل قضيةٍ تثير جدلًا في المجتمع ويشارك فيها المنهج السلفي؛ يظهر الصوت المنادي بإقصاء هذا المنهج، بل يصلُ الأمر إلى التهكُّم به ولمزه والإشارة إلى أنه منهجٌ قائمٌ على الاستعباد والكهنوتية، وهذا الأمر لايخفى على المطلع على مواقع التواصل الاجتماعي والملتقيات الفكرية والشبكات الثقافية، واللافت للنظر أنه لايكاد يصدر خطأٌ من عالمٍ سَلَفي إلا وتنشطُ مواقع التواصل في النَّيل من المنهج السلفي، وغالبًا ما يصاحب هذا الهجوم الكثير من الهمز واللمز بدولٍ تبنت المنهج السلفي ودعمته، أو بمراكز وهيئاتٍ قامت على هذا المنهج، ولايخفى على القارئ أن هذه القضية هي قضية جوهرية؛ إذ إنَّ المنهج السلفي أحد مناهج التّعامل مع نصوص الشريعة، فالمناهج في الأخذ من الشريعة والاستنباط من نصوصها قد تعددت، فهناك المدرسة العقلانية ومنهج التأويل ومنهج التفويض ومنهج الأخذ بالباطن وتحريف النصوص, والمنهج السلفيُّ منهجٌ من هذه المناهج، فالقضية جوهريّة في الدين وفي غاية الأهمية،ولذلك يجب علينا أن نتلمَّس مواضع الخطأ ونضع أيدينا على الجرح حتى نكون على بصيرة.$0$0فهل الخطأ من السلفي؟!$0$0 أم أن خطابات النقد تفتقر إلى المصداقية والرد العلمي؟!$0$0وما موقع هذه الأخطاء الفادحة من بعض السلفيين؟!$0$0وقبل أن أبدأ في البيان وحتى لا يتناقض كلامي الحالي بالذي سيأتي أودُّ أن أنوِّه إلى أنني لا أقصد بكلامي كل من ينتقد المنهج السلفي؛ بل يجب أن نضع الناقد في ميزان العقل والمنطق، ونحاكمه بالحجة والبرهان لابمجرد العاطفة، فهناك نقاد من داخل صف المنهج وممن تربى بين أحضانه فهذا مسَلِّمٌ بأصول المنهج وإنما يختلف في بعض القضايا، بل حتى هؤلاء الذين ينتقدون من الداخل إذا تأملت في حالهم تجد أنهم يتفاوتون؛ فبعضهم ينتقد بعد أن تشَرَّب بعضَ الأفكار العلمانية والليبرالية دون أن يشعر، وبعضهم تبيَّن له بعض مواضع النقص والخلل وأحبَّ أن يكمله، أما النقاد من خارج المنهج فيتفاوتون كذلك، ومن الحيف أن نعاملهم كلهم معاملة واحدة فهناك المناوئ والباحث عن الحق والعدوُّ المتربّص أو من يركب الموجة الناقدة باعتبارها موضة، والمهم في هذا أن نعلم أن النّقاد يتفاوتون ولايجب أن نعامل أفكارهم بدرجة واحدة.$0$0كما أحبُّ أن أنبّه إلى أنني حينما أذكرُ السّلفي فإنما أقصد به العلماء والمشايخ والدعاة من أصحابِ هذا المنهج لا العامّة؛ لأن الأنظار متجهة إليهم، ولأنهم هم من تصدّروا وبرزوا للناس، وإذا قلت أصحاب الخطاب النقدي فأعني بعضهم لا كلهم كما بينت.$0$0 $0$0أولًا ما السلفية؟$0$0في البداية يجب أن نعرف محور موضوعنا هذا وهو (السلفية) فالسلفية منهجٌ وطريقة في امتثال هذا الدين، والسلفية تعني الرجوع إلى السلف من الصحابة والتابعين والأخذ بفهمهم، ومن أهم مايميزهم هوأنهم يرجعون إلى الكتاب والسنة ويرون التسليم لها ولايقدمون عليها هوى أو ذوقًا أورأيًا، ولاتضع قيودًا أو عراقيل أمام هذا التسليم للنص، ويستعينون على فهم الكتاب والسنة بمفهوم السلف، على اعتبار أنهم أكثر منَّا فهمًا وأعلم باللغة وهي الأداة لفهم الدين، وتلتزم السلفيّة بالدعوة إلى الله ونبذ الإلحاد والتشكّك والالتزام بحكم الله، إذًا هو منهجٌ واضحة معالمه، وحدوده بيّنٌة لجميع الناس، قد يمتثله بعضُهم كليًّا وقد يمتثله آخرون جزئيًّا ولكنه يبقى منهجًا من المناهج من انتهجه كان سلفيًّا بغضّ النظر عن دولته أوعرقه أو توجهاته السياسية ، وبناءً عليه فإن عموم المسلمين سلفيون، فالأصل في المسلم اتباع الدليل والاستسلام له وتعظيمه والدعوة إلى تطبيقه.$0$0 $0$0أيها السلفي أنت مخطئ؟!$0$0هذه الصورة المشوّهة للسلفية والتي تُظهرها بعض وسائل الإعلام وتنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي وهذا الهجوم العنيف للسلفية ياترى ما أسباب كل ذلك ؟$0$0إذا أردنا أن نُجيب عن هذا السؤال يجبُ أن نحلل المسألة ونفصل بين أجزائها حتى نعرفَ الخطأ ومن ثَمَّ نسعى إلى معالجتها ويجب أن نعرف أن أية ظاهرة اجتماعية كهذه من المستحيل أن يكون الخطأ فيها من جهة واحدة فقط فالظواهر هي نتيجة أسباب وظروف تداخلت فكونت هذه الظاهرة.$0$0وحين التّمحيص وتفكيك أجزاء المسألة نجد أن الخطأ من الجانبين، من جانب بعض من يُمثّلُ السّلفية وخاصّة العلماء والمشايخ وأخصُّ منهم من له حضورٌ كبيرٌ في ساحات مواقع التواصل وكذلك من جانب بعض النقّاد، ومن يُمثِّل السلفية يتحمّل الخطأ أكثر من غيره لأنه هو يُمثل منهجًا ثم يسيء إليه وإن كان دون قصد، فالمنهجُ الذي يتبعه منهجٌ عظيم يجب عليه أن يحافظ على مكانته ويمثّله بالشكل الصحيح ويبرزه للناس بالصورة المشرقة التي هي هكذا أساسًا، وحينما يقعُ السلفي في خطأٍ فهو ليس كالخطأ الذي يرتكبه أي عامي؛ خاصة مع الانفتاح الهائل في عالم الاتصالات وتقنية المعلومات حيث أن الخطأ قد يعبر الآفاق ويصل إلى أكبر شريحةٍ ممكنة وهذا مالم يكن متوفرًا في السابق فكانت الأخطاء تموت عند أصحابها، وحينما نُمرّر النظر إلى السلفيين في عصرنا الحالي فإننا نجدُ بعضهم يرتكبُ جملةً من الأخطاء وهي التي من أجلها تُقام هذه الحملة ضدّ السلفية، ولا أزعم أن الكلّ يقع في هذه الأخطاء ولا أن الواحد منهم يقع في كل الأخطاء؛ بل ربما عند الواحد خطأ وخطآن وعند الآخر أخطاء غير التي عند الأول، وهذه الأخطاء التي سأوردها إنما هي التي يصرخُ بها المناوئون غالبًا وهي في الحقيقة موجودة بين أوساط بعض السلفيين خاصّة الدعاة منهم، والإنسان بطبيعته ناقص وإنما يكمل نفسه قدر الإمكان بتفقد العيوب ومحاولة معالجتها، ويجب أن أقول في هذا الموضع إن الخطاب الدعوي والوعظي ومعاملة بعض الدعاة والعلماء تحتاج إلى مراجعة ومجالسة مع النفس، وذلك حتى لانُحمَّل هذا المنهج العظيم هذه الأخطاء الشنيعة والتي هي قطعا ليست من المنهج.$0$0 $0$0 $0$0 $0$0 $0$0من هذا الأخطاء التي يقع فيها مُمَثِّلو السلفية:$0$0أولا / التشدد؛ من أكثر مايتردد على ناظريك وأنت تتصفح مواقع التواصل في موضوع السلفية ونقدها هو أن السلفيين مصابون بداء التشدّد وتحريم كلّ جديد دون التأمل في المسألة، والحقيقة أن بعض الدعاة والعلماء مصابٌ بهذا فتراه يحرِّم كل جديد دون النّظر إلى أصل المسألة وأدلّة تحريمها، فلا يبين دليله الذي استند إليه في التّحريم وإنَّما يكتفي بإطلاق التحريم مما ينفر الكثيرين عنه، والعامّة غالبا يحتاجون إلى مداراةٍ وصبر وبيانٍ للحق؛ نعم لاننكر أن يكون للإنسان نظرتُه الشخصية وحكمُه الذي توصَّل إليه باجتهادهِ لكن أن يحرِّم كل جديدٍ دون أن يُبَيِّنَ للناس أدلته فهذا يجعله عرضة للتهم ومن ثم اتهام المنهج نفسه على أنه مبني على التشدد، وهذا الدين بطبيعته يسير ولن يشادّ الدين أحد إلا غلبه، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (يسروا ولاتعسروا) وأنا هنا لا أدعو إلى تمييع الدين وركوب موجة التساهل في الشريعة وإنما التروّي في إطلاق الأحكام ودعم القول بالأدلة التي استند إليها من حَكَمَ في المسألة.$0$0 $0$0ثانيا / تضخيم الأمور؛ فبعض الدعاة هداهم الله يضَخِّمون بعض الأمور ويعطونها أكبر من حجمها، فالناس إذا رأوا من يصور لهم أن كل هذه البلايا والمصائب على الأمة بأكملها إنما هو من معاصيهم وأنهم هم السبب في ذلك كله نفروا خاصة إذا كان أسلوبه التعميم مع الإيحاء أنه خارج من هذا العموم، وليس من الحق أن ننكر أن مصائب الأمة إنما بعضها بذنوبنا ولكن خطاب التعميم مع إخراج النفس والسلفيين منهم وكأنه يقول إنما نحن نهلك بسببكم لاشكّ أنه ينفر العامة، كذلك حتى تضخيم بعض المسائل بأعيانها فكثير من الناس إنما يقع في الصغائر لا الكبائر والحق أن يخاطب بمايناسب معصيته مع تخويفه بالله وأن العبرة بعظم من عصيت؛ لكن تضخيم المسألة وإيصالها إلى أن هذا الإنسان هالك لامحالة بهذا الذنب – الذي هو من الصغائر أو من المختلف فيه- يجعل الناس يوجهون لومهم للمنهج السلفي خاصة مع الصحوة العلمية ومعرفة الناس بكثير من أمور دينهم ولله الحمد.$0$0ثالثا / رميُ المخالف للداعيةِ أو العالمِ بمخالفة الدين؛ فبعضُ الدّعاة إذا نوقش ورُدَّ عليه أورأى من يرد على عالمٍ في مسألة اجتهادية؛ صرخ بأن من يخالف العالِم فهو بالضرورة يخالف الدين وأنه لم يرد على العالم إلا لهوى في نفسه، ويجب على هؤلاء أن يعلموا أنَّ التدخل في نياتِ الآخرين ليسَ من شأنه وشأننا، والإنسانُ يُعامَلُ في الدنيا بالظاهر كما أنه لا يوجد إنسانٌ يمثّل الدين كاملًا فلا يوجد إنسان لايخطئ خاصة في المسائل التي تسع الأقوال والآراء ، فمن الخطأ أن نقتحم نيّات الآخرين لمجرد مخالفته لبعض العلماء.$0$0هذه أبرز الأخطاء التي يقع فيها بعض السلفيين وبعض الدعاة ولعلي أرجع إليها في موضوع منفصل وأبسط القول فيها إذ إننا بحاجة إلى سد الثغرات وإكمال الناقص قدر الإمكان.$0$0وأخيرا$0$0هل الخطابات النقدية مصيبةٌ في كل ماتقول؟ إذا كان السلفيون لديهم كل هذه الأخطاء فلمَ لانقبل هذا الخطاب النقدي ؟ هل أنصف النقاد هذا المذهب وتكلموا فيه بالعقل والمنطق أم رموا تهما زائفة لاحقيقة لها ؟!$0$0سنحاول أن نسلط الضوء على هذه الموضوعات في الجزء القادم من المقال$0$0وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم$0$0 $0$0إبراهيم محمد صديق$0$0Ebrahim.m.s@hotmail.com$0$0@ebr32$0$0 $0$0 $0$0
المصدر
اسلامى,شرح,ادب,ابداع,منوعات,اسلامية,
نقد السلفية .. من المخطئ؟! الجزء الأول,نقد السلفية .. من المخطئ؟! الجزء الأول,نقد السلفية .. من المخطئ؟! الجزء الأول,نقد السلفية .. من المخطئ؟! الجزء الأول
from منتديات الإسلام اليوم http://ift.tt/1uvFxBr
via موقع الاسلام
الكاتب : إبراهيم محمد صديق | القسم : نقد ومراجعات
$0مابين الفينة والأخرى تتجدَّدُ الخطابات النقدية للمنهج السلفي، ومع كل قضيةٍ تثير جدلًا في المجتمع ويشارك فيها المنهج السلفي؛ يظهر الصوت المنادي بإقصاء هذا المنهج، بل يصلُ الأمر إلى التهكُّم به ولمزه والإشارة إلى أنه منهجٌ قائمٌ على الاستعباد والكهنوتية، وهذا الأمر لايخفى على المطلع على مواقع التواصل الاجتماعي والملتقيات الفكرية والشبكات الثقافية، واللافت للنظر أنه لايكاد يصدر خطأٌ من عالمٍ سَلَفي إلا وتنشطُ مواقع التواصل في النَّيل من المنهج السلفي، وغالبًا ما يصاحب هذا الهجوم الكثير من الهمز واللمز بدولٍ تبنت المنهج السلفي ودعمته، أو بمراكز وهيئاتٍ قامت على هذا المنهج، ولايخفى على القارئ أن هذه القضية هي قضية جوهرية؛ إذ إنَّ المنهج السلفي أحد مناهج التّعامل مع نصوص الشريعة، فالمناهج في الأخذ من الشريعة والاستنباط من نصوصها قد تعددت، فهناك المدرسة العقلانية ومنهج التأويل ومنهج التفويض ومنهج الأخذ بالباطن وتحريف النصوص, والمنهج السلفيُّ منهجٌ من هذه المناهج، فالقضية جوهريّة في الدين وفي غاية الأهمية،ولذلك يجب علينا أن نتلمَّس مواضع الخطأ ونضع أيدينا على الجرح حتى نكون على بصيرة.$0$0فهل الخطأ من السلفي؟!$0$0 أم أن خطابات النقد تفتقر إلى المصداقية والرد العلمي؟!$0$0وما موقع هذه الأخطاء الفادحة من بعض السلفيين؟!$0$0وقبل أن أبدأ في البيان وحتى لا يتناقض كلامي الحالي بالذي سيأتي أودُّ أن أنوِّه إلى أنني لا أقصد بكلامي كل من ينتقد المنهج السلفي؛ بل يجب أن نضع الناقد في ميزان العقل والمنطق، ونحاكمه بالحجة والبرهان لابمجرد العاطفة، فهناك نقاد من داخل صف المنهج وممن تربى بين أحضانه فهذا مسَلِّمٌ بأصول المنهج وإنما يختلف في بعض القضايا، بل حتى هؤلاء الذين ينتقدون من الداخل إذا تأملت في حالهم تجد أنهم يتفاوتون؛ فبعضهم ينتقد بعد أن تشَرَّب بعضَ الأفكار العلمانية والليبرالية دون أن يشعر، وبعضهم تبيَّن له بعض مواضع النقص والخلل وأحبَّ أن يكمله، أما النقاد من خارج المنهج فيتفاوتون كذلك، ومن الحيف أن نعاملهم كلهم معاملة واحدة فهناك المناوئ والباحث عن الحق والعدوُّ المتربّص أو من يركب الموجة الناقدة باعتبارها موضة، والمهم في هذا أن نعلم أن النّقاد يتفاوتون ولايجب أن نعامل أفكارهم بدرجة واحدة.$0$0كما أحبُّ أن أنبّه إلى أنني حينما أذكرُ السّلفي فإنما أقصد به العلماء والمشايخ والدعاة من أصحابِ هذا المنهج لا العامّة؛ لأن الأنظار متجهة إليهم، ولأنهم هم من تصدّروا وبرزوا للناس، وإذا قلت أصحاب الخطاب النقدي فأعني بعضهم لا كلهم كما بينت.$0$0 $0$0أولًا ما السلفية؟$0$0في البداية يجب أن نعرف محور موضوعنا هذا وهو (السلفية) فالسلفية منهجٌ وطريقة في امتثال هذا الدين، والسلفية تعني الرجوع إلى السلف من الصحابة والتابعين والأخذ بفهمهم، ومن أهم مايميزهم هوأنهم يرجعون إلى الكتاب والسنة ويرون التسليم لها ولايقدمون عليها هوى أو ذوقًا أورأيًا، ولاتضع قيودًا أو عراقيل أمام هذا التسليم للنص، ويستعينون على فهم الكتاب والسنة بمفهوم السلف، على اعتبار أنهم أكثر منَّا فهمًا وأعلم باللغة وهي الأداة لفهم الدين، وتلتزم السلفيّة بالدعوة إلى الله ونبذ الإلحاد والتشكّك والالتزام بحكم الله، إذًا هو منهجٌ واضحة معالمه، وحدوده بيّنٌة لجميع الناس، قد يمتثله بعضُهم كليًّا وقد يمتثله آخرون جزئيًّا ولكنه يبقى منهجًا من المناهج من انتهجه كان سلفيًّا بغضّ النظر عن دولته أوعرقه أو توجهاته السياسية ، وبناءً عليه فإن عموم المسلمين سلفيون، فالأصل في المسلم اتباع الدليل والاستسلام له وتعظيمه والدعوة إلى تطبيقه.$0$0 $0$0أيها السلفي أنت مخطئ؟!$0$0هذه الصورة المشوّهة للسلفية والتي تُظهرها بعض وسائل الإعلام وتنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي وهذا الهجوم العنيف للسلفية ياترى ما أسباب كل ذلك ؟$0$0إذا أردنا أن نُجيب عن هذا السؤال يجبُ أن نحلل المسألة ونفصل بين أجزائها حتى نعرفَ الخطأ ومن ثَمَّ نسعى إلى معالجتها ويجب أن نعرف أن أية ظاهرة اجتماعية كهذه من المستحيل أن يكون الخطأ فيها من جهة واحدة فقط فالظواهر هي نتيجة أسباب وظروف تداخلت فكونت هذه الظاهرة.$0$0وحين التّمحيص وتفكيك أجزاء المسألة نجد أن الخطأ من الجانبين، من جانب بعض من يُمثّلُ السّلفية وخاصّة العلماء والمشايخ وأخصُّ منهم من له حضورٌ كبيرٌ في ساحات مواقع التواصل وكذلك من جانب بعض النقّاد، ومن يُمثِّل السلفية يتحمّل الخطأ أكثر من غيره لأنه هو يُمثل منهجًا ثم يسيء إليه وإن كان دون قصد، فالمنهجُ الذي يتبعه منهجٌ عظيم يجب عليه أن يحافظ على مكانته ويمثّله بالشكل الصحيح ويبرزه للناس بالصورة المشرقة التي هي هكذا أساسًا، وحينما يقعُ السلفي في خطأٍ فهو ليس كالخطأ الذي يرتكبه أي عامي؛ خاصة مع الانفتاح الهائل في عالم الاتصالات وتقنية المعلومات حيث أن الخطأ قد يعبر الآفاق ويصل إلى أكبر شريحةٍ ممكنة وهذا مالم يكن متوفرًا في السابق فكانت الأخطاء تموت عند أصحابها، وحينما نُمرّر النظر إلى السلفيين في عصرنا الحالي فإننا نجدُ بعضهم يرتكبُ جملةً من الأخطاء وهي التي من أجلها تُقام هذه الحملة ضدّ السلفية، ولا أزعم أن الكلّ يقع في هذه الأخطاء ولا أن الواحد منهم يقع في كل الأخطاء؛ بل ربما عند الواحد خطأ وخطآن وعند الآخر أخطاء غير التي عند الأول، وهذه الأخطاء التي سأوردها إنما هي التي يصرخُ بها المناوئون غالبًا وهي في الحقيقة موجودة بين أوساط بعض السلفيين خاصّة الدعاة منهم، والإنسان بطبيعته ناقص وإنما يكمل نفسه قدر الإمكان بتفقد العيوب ومحاولة معالجتها، ويجب أن أقول في هذا الموضع إن الخطاب الدعوي والوعظي ومعاملة بعض الدعاة والعلماء تحتاج إلى مراجعة ومجالسة مع النفس، وذلك حتى لانُحمَّل هذا المنهج العظيم هذه الأخطاء الشنيعة والتي هي قطعا ليست من المنهج.$0$0 $0$0 $0$0 $0$0 $0$0من هذا الأخطاء التي يقع فيها مُمَثِّلو السلفية:$0$0أولا / التشدد؛ من أكثر مايتردد على ناظريك وأنت تتصفح مواقع التواصل في موضوع السلفية ونقدها هو أن السلفيين مصابون بداء التشدّد وتحريم كلّ جديد دون التأمل في المسألة، والحقيقة أن بعض الدعاة والعلماء مصابٌ بهذا فتراه يحرِّم كل جديد دون النّظر إلى أصل المسألة وأدلّة تحريمها، فلا يبين دليله الذي استند إليه في التّحريم وإنَّما يكتفي بإطلاق التحريم مما ينفر الكثيرين عنه، والعامّة غالبا يحتاجون إلى مداراةٍ وصبر وبيانٍ للحق؛ نعم لاننكر أن يكون للإنسان نظرتُه الشخصية وحكمُه الذي توصَّل إليه باجتهادهِ لكن أن يحرِّم كل جديدٍ دون أن يُبَيِّنَ للناس أدلته فهذا يجعله عرضة للتهم ومن ثم اتهام المنهج نفسه على أنه مبني على التشدد، وهذا الدين بطبيعته يسير ولن يشادّ الدين أحد إلا غلبه، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (يسروا ولاتعسروا) وأنا هنا لا أدعو إلى تمييع الدين وركوب موجة التساهل في الشريعة وإنما التروّي في إطلاق الأحكام ودعم القول بالأدلة التي استند إليها من حَكَمَ في المسألة.$0$0 $0$0ثانيا / تضخيم الأمور؛ فبعض الدعاة هداهم الله يضَخِّمون بعض الأمور ويعطونها أكبر من حجمها، فالناس إذا رأوا من يصور لهم أن كل هذه البلايا والمصائب على الأمة بأكملها إنما هو من معاصيهم وأنهم هم السبب في ذلك كله نفروا خاصة إذا كان أسلوبه التعميم مع الإيحاء أنه خارج من هذا العموم، وليس من الحق أن ننكر أن مصائب الأمة إنما بعضها بذنوبنا ولكن خطاب التعميم مع إخراج النفس والسلفيين منهم وكأنه يقول إنما نحن نهلك بسببكم لاشكّ أنه ينفر العامة، كذلك حتى تضخيم بعض المسائل بأعيانها فكثير من الناس إنما يقع في الصغائر لا الكبائر والحق أن يخاطب بمايناسب معصيته مع تخويفه بالله وأن العبرة بعظم من عصيت؛ لكن تضخيم المسألة وإيصالها إلى أن هذا الإنسان هالك لامحالة بهذا الذنب – الذي هو من الصغائر أو من المختلف فيه- يجعل الناس يوجهون لومهم للمنهج السلفي خاصة مع الصحوة العلمية ومعرفة الناس بكثير من أمور دينهم ولله الحمد.$0$0ثالثا / رميُ المخالف للداعيةِ أو العالمِ بمخالفة الدين؛ فبعضُ الدّعاة إذا نوقش ورُدَّ عليه أورأى من يرد على عالمٍ في مسألة اجتهادية؛ صرخ بأن من يخالف العالِم فهو بالضرورة يخالف الدين وأنه لم يرد على العالم إلا لهوى في نفسه، ويجب على هؤلاء أن يعلموا أنَّ التدخل في نياتِ الآخرين ليسَ من شأنه وشأننا، والإنسانُ يُعامَلُ في الدنيا بالظاهر كما أنه لا يوجد إنسانٌ يمثّل الدين كاملًا فلا يوجد إنسان لايخطئ خاصة في المسائل التي تسع الأقوال والآراء ، فمن الخطأ أن نقتحم نيّات الآخرين لمجرد مخالفته لبعض العلماء.$0$0هذه أبرز الأخطاء التي يقع فيها بعض السلفيين وبعض الدعاة ولعلي أرجع إليها في موضوع منفصل وأبسط القول فيها إذ إننا بحاجة إلى سد الثغرات وإكمال الناقص قدر الإمكان.$0$0وأخيرا$0$0هل الخطابات النقدية مصيبةٌ في كل ماتقول؟ إذا كان السلفيون لديهم كل هذه الأخطاء فلمَ لانقبل هذا الخطاب النقدي ؟ هل أنصف النقاد هذا المذهب وتكلموا فيه بالعقل والمنطق أم رموا تهما زائفة لاحقيقة لها ؟!$0$0سنحاول أن نسلط الضوء على هذه الموضوعات في الجزء القادم من المقال$0$0وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم$0$0 $0$0إبراهيم محمد صديق$0$0Ebrahim.m.s@hotmail.com$0$0@ebr32$0$0 $0$0 $0$0
المصدر
اسلامى,شرح,ادب,ابداع,منوعات,اسلامية,
نقد السلفية .. من المخطئ؟! الجزء الأول,نقد السلفية .. من المخطئ؟! الجزء الأول,نقد السلفية .. من المخطئ؟! الجزء الأول,نقد السلفية .. من المخطئ؟! الجزء الأول
from منتديات الإسلام اليوم http://ift.tt/1uvFxBr
via موقع الاسلام
0 التعليقات:
إرسال تعليق