وظائف شركات البترول
الرئيسية » » 1435البرهان على بطلان النفي باللعاناسلام

1435البرهان على بطلان النفي باللعاناسلام

Written By Unknown on الأربعاء، 5 فبراير 2014 | 11:54 ص

البرهان على بطلان النفي باللعان




{البرهان على بطلان النفي باللعان}

الجزء الأول





بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه .



تمهيد:

عنوان البحث : البرهان على بطلان النفي باللعان

اسم الباحث : سيدالسقا

نبذة عن الموضوع :



هناك إجماع أو شبه إجماع من أهل العلم فى مسألة نفى "ولد" الزوجة الزانية من الزوج قبل ولادته باللعان ، مستدلين على ذلك بآيات الملاعنة من سورة "النور 6-9 " ومن حديث هلال ابن أمية المعروف بأحاديث أخري .

والمتأمل لمعانى القرآن الكريم فى الآيات المذكورة والحديث ... لا يجد دليلاً أبداً على نفى الولد باللعان من الزوج كما قال العلماء رحمهم الله !! .



ولا يسعنى إلا أن أقول ما قاله العلامة : الحافظ ابن القيم – رحمه الله – فى مدارج السالكين عندما انتقد الهروى :



{ولولا أن الحق لله ورسوله وأن كل ما عدا الله ورسوله فمأخوذ من قوله ومتروك وهو عرضة الوهم والخطأ؛ لما اعترضنا على من لا نلحق غبارهم ولا نجري معهم في مضمارهم ونراهم فوقنا في مقامات الإيمان ومنازل السائرين كالنجوم الدراري .

ومن كان عنده علم فليرشدنا إليه، ومن رأى في كلامنا زيغا أو نقصا وخطأ فليُهْدِ إلينا الصواب، نشكر له سعيه ونقابله بالقبول والإذعان والانقياد والتسليم والله أعلم وهو الموفق}. إنتهى






البحث





يقول العلماء الكرام: أن هلال ابن أمية نفى "الولد" من زوجته التى زنت باللعان !!

هذا الكلام من علمائنا الأجلاء لا يوافق القرآن الكريم ابداً ولا الحديث النبوي الشريف ، وسوف يتبين إن شاء الله مكمن الخطأ فى هذا القول من العلماء الكرام غفر الله لنا ولهم .

فقد جاء هذا القول للعلماء الكرام فى تفسيرهم للقصة المعروفة لهلال ابن امية رضى الله تعالي عنه ، الذى لاعن زوجته .

فقال العلماء رحمهم الله أن هلال ابن امية نفى الولد باللعان !!

فلنبدا بحديث هلال أبن أمية

جاء فى الحديث :

{ أنَّ هلالَ بنَ أميةَ قذف امرأتَه عند النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بشريكِ بنِ سحماءَ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ( البيِّنةُ أو حدٌّ في ظهرِك ) . فقال : يا رسولَ اللهِ، إذا رأى أحدُنا على امرأتِه رجلًا ينطلقُ يلتمسُ البيِّنةَ، فجعل النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقول : ( البينةُ وإلا حدٌّ في ظهرِك ) . فقال هلالٌ : والذي بعثك بالحقِّ إني لصادقٌ، فلينزلنَّ اللهُ ما يبرِّىءُ ظهري من الحدِّ، فنزل جبريل وأنزل عليه : { وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ - فقرأ حتى بلغ - إِنْ كاَنَ مِنَ الصَّادِقِينَ } . فانصرف النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فأرسل إليها، فجاء هلالٌ فشهد، والنبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقول : ( إنَّ اللهَ يعلم أنَّ أحدَكما كاذبٌ، فهل منكما تائبٌ ) . ثم قامت فشهدتْ، فلما كانت عند الخامسةِ وقفوها وقالوا : إنها موجبةٌ . قال ابنُ عباسٍ : فتلكأَت ونكصتْ، حتى ظننا أنها ترجعُ، ثم قالت : لاأفضحُ قومي سائرَ اليومِ، فمضت، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ( أبصِروها، فإن جاءت به أكحلَ العينَين، سابغَ الأَليتينِ، خدَلَّج الساقينِ، فهو لشريكِ بنِ سحماءَ ) . فجاءت به كذلك، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ( لولا ما مضى من كتابِ اللهِ، لكان لي ولها شأن }.

الراوي
: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4747

خلاصة حكم المحدث: [صحيح] الدرر السنية ( هنا )

جاء فى حديث عويمر العجلاني :

{ أنَّ عويمرًا أتى عاصمَ بنَ عديٍّ، وكان سيدَ بني عجلانِ، فقال : كيف تقولون في رجلٍ وجد مع امرأتِه رجلًا، أيقتله فتقتلونه، أم كيف يصنع ؟ سل لي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عن ذلك . فأتى عاصمٌ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال : يا رسولَ اللهِ، فكره رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ المسائلَ، فسأله عويمرٌ فقال : إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كره المسائلَ وعابها، قال عويمر : والله لا أنتهي حتى أسأل رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عن ذلك، فجاء عويمرٌ فقال : يا رسولَ اللهِ، رجلٌ وجد مع امرأتِه رجلًا، أيقتُله فتقتلونَه، أم كيف يصنعُ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ( قد أنزل اللهُ القرآنَ فيك وفي صاحبتِك ) . فأمرهما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بالملاعنةِ بما سمى اللهُ في كتابه، فلاعنها، ثم قال : يا رسولَ اللهِ، إن حبستُها فقد ظلمتُها، فطلَّقها، فكانت سنةً لمن كان بعدهما في المتلاعنَين، ثم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ( انظُروا، فإن جاءت به أسحمَ، أدعجَ العينَين، عظيمَ الأليتَينِ، خَدَلَّجَ الساقَين، فلا أحسب عويمرًا إلا قد صدقَ عليها . وإن جاءت به أحيمرَ، كأنه وحرةٌ، فلا أحسب عويمرًا إلا قد كذبَ عليها ) . فجاءت به على النعتِ الذي نعتَ به رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ من تصديق عويمرٍ، فكان بعدُ يُنسبُ إلى أُمهِ } .

الراوي: سهل بن سعد الساعدي المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4745

خلاصة حكم المحدث: [صحيح
] الدرر السنية ( هنا )





من المعلوم أن العلماء أجمعوا على أن المرأة المحصنة التى زنت وعلم زوجها بذلك ، لهُ أن ينفى الولد باللعان (كما نفى هلال ابن امية الولد من زوجته التى زنت باللعان) !!

وعند العلماء رحمهم الله أن النفى لابد وأن يكون فى فترة الحمل ، بمعنى ، لو ولدت المرأة الزانية مولودها فلا يجوز للزوج أن ينفى ذلك الولد، فنفى الولد يُشترط أن يكون فى الحمل ، ولكن هناك من خالف هذا الرأى من أهل العلم وقال أن النفي لابد وأن يكون بعد الولادة حتى يتأكد من أن ما فى البطن ولد وليس ريح .

ومن هنا جاءت القاعدة الفقهية المعروفة " النفي باللعان "

هذا الكلام أخوتى الأفاضل من علمائنا الكرام غير صحيح فى تفسير الآية وفى تفسير الحديث النبوي الشريف ، وسوف يتبين إن شاء الله فى نقاط بسيطة فساد هذا القول .



لا ننسى أخوتى الكرام أن هلال ابن امية عندما وجد زوجته تزنى وذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ذهب إليه يشتكى رؤيته لزوجته وهى تزنى ، ولم يذهب إليه لان زوجته حبلى من الزنا ، وفى ذلك نزلت الآيات الكريمات ، واللعان جاء فى الإثبات والإنكار فالرجل يقول أنه رأها تزنى وهى تنفى ذلك وليس للولد ذكر فى الآية الكريمة ولا الحديث النبوي أبداً ، يقول الله سبحانه وتعالى :

{ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ

وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ

وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ
} [النور 6-9]

فالواضح هنا من سياق الأيات أن اللعان شُرع بين المرأة وزوجها عندما يرميها بالزنا ولم تكن لهُ بينة لإثبات ذلك غير رؤيته ، فلا وجود البتة فى هذه الآيات أن للرجل أن ينفى الولد إذا حملت زوجته بعد واقعة الزنا ، ولنتابع الحديث لنعرف مدى فساد هذا القول من علمائنا الكرام !!



النقطة الأولى
، قذفَ هلال ابن أمية امرأته بشريك بن سحماء ، فى عرضها ( أنهُ رأها تزني)

فأين ذكر الولد هنا ؟!! فقال النبي – صلى الله عليه وسلم - : البينة أو حد في ظهرك
فقال : يا رسول الله ، إذا رأى أحدنا الرجل على امرأته ينطلق يلتمس البينة ؟

أنتبهوا معى بارك الله فيكم ، فى رد هلال وهو يقول : إذا رأى .

والسؤال أخوتى ، متى جاء هلال إلى رسول الله ؟ أبعد أن رآها تزنى مباشرة أم انتظر إلى أن تبين حملها ؟

قال : فجعل النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول : البينة وإلا فحد في ظهرك

قال : فقال هلال : والذي بعثك بالحق لينزلن الله في أمري ما يبرئ به ظهري من الحد

ويبدو أخوتى الكرام ، أن هذا الحوار الذى دار إلى هذه النقطة كان فى مجلس واحد ، أليس كذلك ؟

والسؤال الأهم من ذلك ، كم مرَ من الزمن حتى تواصل بقية الحوار فى الحديث ؟

وهذا ما أريدكم أن تفكروا فيه معى .

فنزل جبرائيل فأنزل عليه : والذين يرمون أزواجهم حتى بلغ : والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين

متى نزل جبرائيل ؟ والراوى يقول : فنزل جبرائيل فأنزل عليه

ثم يقول الراوى : فأرسل رسوله الله – صلى الله عليه وسلم – إليهما فجاءا

انتبهوا أخوتى الكرام أن الفاء هُنا (فنزل ، فأنزل ، فأرسل ) تفيد التتابع وكأن الأمر حسم فى نفس اليوم .

ومعروف أن أطول مدة انقطع فيها الوحى عن رسول الله كانت شهراً واحداً (حادثة الافك) فلا يُمكن أن قد تبين حمل المرأة فى هذه الفترة .

إلى أن يقول الراوى : فقام هلال بن أمية فشهد .

والنبي – صلى الله عليه وسلم – يقول : الله يعلم أن أحدكما كاذب

وهنا مربط الفرس ، الله يعلم أن أحدكما كاذب ، والسؤال كاذب على ماذا ؟

يقول العلماء رحمهم الله ، اللفظ مرتبط بمعناه فالألفاظ قوالب للمعاني .

كاذب على رؤيته لها وهى تزنى ، وكاذبة هى على انكارها ذلك ، أليس كذلك ؟

أين الولد هنا بارك الله فيكم ؟

أين الحمل هنا بارك الله فيكم ؟

هل مضى شهر أو شهران أوثلاث من رميه لها بشريك ليتبين حملها ؟

ثم قالت : لا أفضح قومي سائر اليوم ، فمضت ففرق بينهما .

أنتهى اللعان هُنا ولم يكن هُناك حمل ولم يتم النفي باللعان ... فقد أنتهي اللعان وفرق بينهما ، فأين نفى الولد هنا بارك الله فيكم ؟!!

ثم يقول راوى الحديث : قال النبي – صلى الله عليه وسلم - : أبصروها ، فإن جاءت به أكحل العينين ، سابغ الإليتين ، خدلج الساقين ، فهو لشريك بن سحماء .

وقوله صلى الله عليه وسلم : أبصروها . يبدو أن ذلك وكأنه وحى من عند الله إلي النبي صلى الله عليه وسلم ، أنها ستحمل مستقبلاً ، فهلال ابن أمية لا يعرف شيئاً عن الحمل وليس فى الحديث ذكره على الإطلاق .

وليس كل امرأة متزوجة زنت يكون حملها من الزانى فقد يجامع الرجل زوجته اليوم وتزنى فى نفس اليوم ويكون حملها منه هو وليس من الزانى ، لذلك قال النبى صلى الله عليه وسلم : أبصروها .

ثم يقول صلى الله عليه وسلم : فإن جاءت به أكحل العينين ، سابغ الإليتين ، خدلج الساقين ، فهو لشريك بن سحماء .

وهذه النقطة مهمة جداً فأرجو أن تركزوا معى فيها وهى تبرهن خطأ ما ذهب إليه الفقهاء فى أن هلال ابن أمية نفى الولد باللعان .

النبى صلى الله عليه وسلم يقول : فإن جاءت به كذا وكذا ، أى أن هناك إحتمال آخر وهو أن لا تجيئ به بهذه الأوصاف ولو حدث ذلك فيكون الولد لزوجها أو لغيره .

وقد يقول قائل : كيف أتيت بهذا الفهم ؟

بقاعدة مفهوم المخالفة عند العلماء وهى معروفة إذا لم يحدث ذلك ، فقد يحدث المضاد لهُ وهو واضح من سياق الحديث .

فكيف يكون هلال ابن أمية قد نفى الولد والنبى صلى الله عليه وسلم يقول قد تأتى به كذا وكذا أو لا تأتى ؟!!!

ولو فرضنا جدلاً أن هلال قد نفى الولد وهو فى بطنها ، والفقهاء يقولون أن النفى لابد أن يكون أثناء الحمل وليس بعد الولادة ، ثم لم تأتى به على أوصاف شريك بن سحماء ، الا يحتمل أن يكون قد نفى أبنه ؟

وكيف يكون قد نفاه وهو فى بطنها والنبى صلى الله عليه وسلم إشترط أوصاف معينة تُبين نسبه من شكله بعد ولادته



وماذا إذا إختلفت الروايات فى سبب النزول ؟



هُناك روايتان لنفس نزول الآية الكريمة ، هلال أبن أمية وعويمر العجلاني ، فأيهما صحيحة ؟

جاء فى رواية عويمر :



{ أنَّ عويمرًا أتى عاصمَ بنَ عديٍّ، وكان سيدَ بني عجلانِ، فقال : كيف تقولون في رجلٍ وجد مع امرأتِه رجلًا، أيقتله فتقتلونه، أم كيف يصنع ؟ سل لي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عن ذلك . فأتى عاصمٌ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال : يا رسولَ اللهِ، فكره رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ المسائلَ، فسأله عويمرٌ فقال : إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كره المسائلَ وعابها، قال عويمر : والله لا أنتهي حتى أسأل رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عن ذلك، فجاء عويمرٌ فقال : يا رسولَ اللهِ، رجلٌ وجد مع امرأتِه رجلًا، أيقتُله فتقتلونَه، أم كيف يصنعُ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ( قد أنزل اللهُ القرآنَ فيك وفي صاحبتِك ) . فأمرهما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بالملاعنةِ بما سمى اللهُ في كتابه، فلاعنها، ثم قال : يا رسولَ اللهِ، إن حبستُها فقد ظلمتُها، فطلَّقها، فكانت سنةً لمن كان بعدهما في المتلاعنَين، ثم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ( انظُروا، فإن جاءت به أسحمَ، أدعجَ العينَين، عظيمَ الأليتَينِ، خَدَلَّجَ الساقَين، فلا أحسب عويمرًا إلا قد صدقَ عليها . وإن جاءت به أحيمرَ، كأنه وحرةٌ، فلا أحسب عويمرًا إلا قد كذبَ عليها ) . فجاءت به على النعتِ الذي نعتَ به رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ من تصديق عويمرٍ، فكان بعدُ يُنسبُ إلى أُمهِ } .

الراوي: سهل بن سعد الساعدي المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4745

خلاصة حكم المحدث: [صحيح] الدرر السنية
( هنا )





أخوتى الكرام هناك مشكلة أخري وكبيرة فى هذه الرواية ، فمن المعلوم أن الوحي لا ينزل مرتين فى الحادثة الواحدة ، إما نزلت آيات اللعان فى الحادثة الاولى ( هلال أبن أمية ) أو في الثانية ( عويمر العجلاني ) .

وهذا يدل على بطلان احد هذين الحديثين لهذا السبب الذى ذكرته ، يبدو لى من خلال النظر فى هاتين الروايتين أن حديث عويمر العجلاني فيه إشكال واضح ، رغم وروده فى صحيح البخاري رحمه الله .

لنعود ولنتأمل حديث عويمر لنعرف مواضع الإشكال فى هذا الحديث .

جاء فى الحديث أن "عويمرا" يشتكى أنه رأى زوجته تزني مع رجل أخر ، ولا توجد إشارة للحمل ولا للولد فى بداية الحديث ، كما جاء فى الرواية :

{فجاء عويمرٌ فقال : يا رسولَ اللهِ، رجلٌ وجد مع امرأتِه رجلًا، أيقتُله فتقتلونَه، أم كيف يصنعُ ؟}

يُبين هذا الخطاب أن عويمراً يشتكى إلى رسول الله أنه رأى بعينيه زوجته وهى تزنى .

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بحسب ماجاء فى الرواية :

{ قد أنزل اللهُ القرآنَ فيك وفي صاحبتِك ) . فأمرهما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بالملاعنةِ بما سمى اللهُ في كتابه، فلاعنها } .

لا ننسى أخوتى أن الحديثَ حتى هذه اللحظة يدور فى واقعة الزنا ، والملاعنة نزلت فى رؤيته لها وهى تزنى وليس لنفى الولد ، ثم تقول الرواية بلسان رسول الله صلي الله عليه وسلم :

{ انظُروا، فإن جاءت به أسحمَ، أدعجَ العينَين، عظيمَ الأليتَينِ، خَدَلَّجَ الساقَين، فلا أحسب عويمرًا إلا قد صدقَ عليها . وإن جاءت به أحيمرَ، كأنه وحرةٌ، فلا أحسب عويمرًا إلا قد كذبَ عليها ) . فجاءت به على النعتِ الذي نعتَ به رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ من تصديق عويمرٍ، فكان بعدُ يُنسبُ إلى أُمهِ } .

وهنا تكمن المشكلة فى هذا التعقيب المنسوب إلى رسول الله ، كيف ؟

الرسول صلى الله عليه وسلم ، يقول بحسب ماجاء فى الرواية ، إنتظروا حتى تضع هذه المرأة مولودها ، فإن جاءت به كذا وكذا فلا أحسب إلا عويمراً قد كذبَ عليها !!

يا أخوتى الكرام إن جاءت بالولد على أوصاف الزانى (أدعجَ العينَين، عظيمَ الأليتَينِ) كما حدث فى قصة هلال أبن أمية ، فهذا دليل واضح أنها قد زنت ( ولا إشكال فى ذلك حتى هنا ) .

أما إن لم تجئ به على أوصاف الزاني وجاء يُشبه أباه فهذا لا يبرؤها من الزنا ، فقد يجامع الرجل زوجته ثم يجامعها غيره ، فتحمل من زوجها ولا تحمل من الزاني ، فكيف يبرؤها رسول الله صلى الله عليه وسلم من الزنا إن جاءت بالمولود على أوصاف زوجها (أحيمرَ، كأنه وحرةٌ) ؟!! ، والنبي صلي الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى .

لو فرضنا جدلاً صحة حديث عويمر العجلاني ، فإنه سيكون حجة دامغة أخري على فساد قول من قال " النفي باللعان " ، كيف ؟

يبين الحديث فى أوله أن التلاعن قد تمَّ بمجرد ما قذفها فى عرضها .

وعند العلماء الكرام فبمجرد ما يحدث اللعان ينتفى الولد تلقائياً !!

ثم فى أخر الرواية (بحسب ما جاء فيها) يشترط رسول الله صلي الله عليه وسلم أوصافاً معينة للولد وبها يتحدد كذبَ عويمراً من صدقه ، فكيف يكون إذن قد نفى الولد وهو مازال فى بطنها ؟!!

هذا يوضح بما لا يدع مجالاً للشك ، (لو صح الحديث إفتراضاً) ، بطلان نفي الولد باللعان !!





الخلاصة :

يُستخلص من كل ذلك أن اللعان لم يُشرع للبت فى المولود ، ولا علاقة للعان بالنفي ، و أن الصحابى هلال أبن أمية رضي الله تعالى عنه ، لم ينف الولد أبداً لا بلعان ولا غيره ، انما نفاه عنه النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن ولد وبعد ماتبين من شبهه أنهُ ليس أبنه .





تبقى الجزء الثاني من البحث وفيه مناقشة أدلة العلماء (الروايات الأخري التى يستندون عليها) لنفى الولد باللعان .



سيد السقا

الولايات المتحدة الامريكية



5 / فبراير / 2014



اسلامى,شرح,ادب,ابداع,منوعات,اسلامية,



البرهان على بطلان النفي باللعان,البرهان على بطلان النفي باللعان,البرهان على بطلان النفي باللعان,البرهان على بطلان النفي باللعان

from منتديات الإسلام اليوم http://ift.tt/1nUsya8

via موقع الاسلام
شارك هذاه المقالة :

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
شركائنا : قانون | وظائف ذهبية | softpedia download
copyright © 2013. موقع الاسلام (رسالة الحق والسلام) - بعض الحقوق محفوظة
القالب من تصميم Creating Website و تعريب وظائف ذهبية
بكل فخر نستعمل Blogger