قال الله عز وجل للذين يجادلون فى البعث .
((لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون ))
فالمعنى :
أن حجة إمكان البعث واضحة ولكن الذين ينكرونها لا يعلمون ، أي لا يعلمون الدليل لأنهم متلاهون عن النظر في الأدلة مقتنعون ببادئ الخواطر التي تبدو لهم فيتخذونها عقيدة دون بحث عن معارضها ، فلما جروا على حالة انتقاء العلم نزلوا منزلة من لا علم لهم فلذلك نزل فعل يعلمون منزلة اللازم ولم يذكر له مفعول .
فالمراد ب أكثر الناس هم الذين يجادلون في آيات البعث وهم المشركون ، وأما الذين علموا ذلك فهم المؤمنون وهم أقل منهم عددا .
معلوم أن العرش هو أعظم مخلوقات الله .
لقد ذكر النبى صلى الله عليه وسلم ذلك منذ 1400 سنة توضيحا بأن هذا الكون الكبير بالنسبه لخالق مثل الذرة الصغيرة
في محكم التنزيل
(( الرحمن على العرش استوى ))
سورة طه.
العرش مخلوق نوراني هائل الحجم لا يمكن للعقل البشري مهما إتسعت آفاقه و تخيلاته أن يدرك مدى ضخامة هذا المخلوق إذ يعتبر العرش أكبر مخلوقات الله عز و جل على الإطلاق يقول الرسول الكريم صلوات الله و سلامه عليه في الحديث الصحيح و المشهور
(( ما السموات السبع بالنسبةإلى الكرسي إلا كحلقة رميت في فلاة و ما الكرسي بالنسبة للعرش إلا كحلقة رميت في فلاة ))
الحديث.
الغريب أن هذا هو الوصف الذى وصفه علماء الكونيات تفسيرا لحجم الكون
الحقلة
:هي الدائرة ويقصد بها حلقة الخاتم الذي يلبس في الاصبع.
الفلاة
:هي الصحراء الكبيرة والواسعة المترامية الاطراف.
يعني أن الكون كله بمجراته وأجرامه + مجموع السموات العلى كلها بالنسبة لكرسي الرحمن تعالى = كحلقة رميت في فلا ... كحلقة خاتم رميت فى صحراء شاسعة واسعة ..
تخيلو نحن أقل وأصغر خاتم صغير فى هذه الصحراء الحارة
أنظرو قول الصحابة
عن ابن مسعود قال :
بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام وبين كل سماء خمسمائة عام ، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام ،وبين الكرسي والماء خمسمائة عام ، والعرش فوق الماء ، والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم
. رواه ابن خزيمة في " التوحيد " ( ص 105 ) ، والبيهقي في " الأسماء و الصفات " ( ص 401 ) .
والأثر : صححه ابن القيم في " اجتماع الجيوش الإسلامية " ( ص 100 ) ، والذهبي في " العلو " ( ص 64 ) .
سبحان الله العظيم كيف علمو هذا البعد الشاسع فى القياس بينما نحن اذا نظرنا إلى النجوم فى السماء سنجدها تكاد تكون ملتصقة ببعضها البعض وتبدو وكأنها قريبة جدا من بعضها البعض
قال ابن القيم :
إنه إذا كان سبحانه مبايناً للعالَم فإما أن يكون محيطا به أو لا يكون محيطا به ، فإن كان محيطاً به لزِم علوّه عليه قطعاً ضرورة علوالمحيط على المحاط به ، ولهذا لما كانت السماء محيطة بالأرض كانت عالية عليها ،ولما كان الكرسي محيطاً بالسماوات كان عالياً عليها ، ولما كان العرش محيطاً بالكرسي كان عالياً فما كان محيطاً بجميع ذلك كان عالياً عليه ضرورة
فلم يذكر لنا أبدا فليسوف أو ساحر أو كاهن منذ 1400 سنة هذا التخيل العظيم للكون الذى أصبح الآن حقيقة كونية كما ذكرها صلى الله عليه وسلم ليخبر الناس كيف أنهم لا يكادون يذكرو هم بالسموات والأرض بالنسبة لمخلوقات الله .
0 التعليقات:
إرسال تعليق