وظائف شركات البترول
الرئيسية » » تحضير القرين.تحضير الارواح.تحضير الشياطين.الدكتور يوسف القرضاوي

تحضير القرين.تحضير الارواح.تحضير الشياطين.الدكتور يوسف القرضاوي

Written By Unknown on الاثنين، 15 أبريل 2013 | 12:23 م


شغل الناس في بلدنا هذا وفي أيامنا هذه بالأرواح وتحضيرها، وسؤالها عما يخبئه صدر الغد من غيوب، وما استعصى على الأطباء من علاج، وما أعضل على الناس من مشكلات. شغل الناس بهذا شغلا جعل التلاميذ والتلميذات ينصرفون عن الكتب والدروس إلى سلال القمامة في الفصول يستحضرون الأرواح ويخاطبون المجهول.
وما روج في الناس هذه البدعة الجديدة إلا صحافتنا البارعة الماهرة التي تستطيع بقدرة قادر أو بسحر ساحر أن تجعل من الحبة قبة، ومن القط جملا، ومن زور القول وتافه الأشياء ما يشغل الأفكار والقلوب والألسنة. والمهم أن الناس يتجهون إلى الدين وعلمائه يسألونهم الرأي والقول الفصل فيما يرونه أو يسمعونه أو يقرؤونه؟
ما هذا الشيء الخفي الذي يحرك السلال والأقلام ويخط على الورق إجابات تصيب وتخطئ؟ هل هي أرواح موتى أم أرواح عفاريت أم خفة يد وشغل حواة؟ هل يمكن استحضار أرواح الموتى من عالم البرزخ؟
وهل يجوز سؤالها عن الغيوب؟ وهل يصح لنا تصديق ما تخبر به من غيب؟ وهل يمكنها معرفة الغيب؟
وهل لنا أن نلجأ إلى الأرواح نستوصفها علاج أمراضنا أو ما استعصى علينا منها؟ نرجو البيان الشافي في ضوء الأدلة الشرعية.

ج: لا ريب أن الناس في حيرة أمام هذه الأسئلة، وهم يسمعون من هذا ما يناقض ذاك، وهم يريدون أن يخرجوا من هذه الحيرة والبلبلة برأي ديني صحيح صريح يضع الحق في نصابه، ويرد الناس إلى الصراط المستقيم.
والذي لا نستطيع أن ننكره، أن هناك أشياء خفية تحضر في جلسات التحضير رآها الكثيرون رأى العين تحرك السلال والأقلام تكتب وتجيب، أحيانا بالخطأ وأحيانا بالصواب وإنكار هذا مكابرة في نظر من شاهدوا تلك الظاهرة، وهرب من مواجهة المشكلة بما يزيد الإشكال.
والذي نعتقده كذلك نحن المؤمنين بالأديان أن في الكون قوى غير منظورة وعوالم كثيرة غير محسوسة، منها:
1. أرواح الموتى: فعقيدتنا أنها باقية بعد الموت، وأنها لا تفنى بفناء الجسد، وأنها تنعم أو تعذب، وأن القرآن أخبرنا عن الشهداء، إنهم: (أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله)آل عمران:169. وهذا طبعا بالنسبة لأرواحهم أما أجسادهم فقد تكون عظاما نخرة أو ترابا مبعثرا.
وقد أخبر النبي أن الميت يسمع قرع نعال المشيعين له إذا انصرفوا عنه.(رواه مسلم من حديث أنس)
وقد شرع النبي صلى الله عليه وسلم لأمته إذا سلموا على أهل القبور أن يسلموا عليهم سلام من يخاطبونه فيقولون: (السلام عليكم دار قوم مؤمنين أنتم السابقون ونحن اللاحقون)(رواه مسلم من حديث عائشة)
وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل، ولولا ذلك لكان هذا الخطاب بمنزلة خطاب المعدوم والجماد: (قال ابن القيم في كتاب "الروح": والسلف مجمعون على هذا، وقد توافرت الآثار عنهم بأن الميت يعرف زيارة الحي له ويستبشر به).
وهذا بناء على أن الروح ذات قائمة بنفسها كما هو مقتضى أصول أهل السنة، وقد تظاهرت على ذلك أدلة القرآن والسنة والآثار والاعتبار والعقل والفطرة وأقام ابن القيم رحمه الله على ذلك أكثر من مائة دليل. وقد خاطب الله النفس بالرجوع والدخول والخروج، ودلت النصوص الصريحة على أنها تصعد وتنزل وتقبض وتمسك وترسل وتنفتح لها أبواب السماء وتسجد وتتكلم… الخ. ما ورد.
2. الملائكة، وهم خلق نوراني غير محسوس، يقومون بوظائف شتى منها حفظ الإنسان، وكتابة أعماله وتوفى روحه (إن كل نفس لما عليها حافظ)الطارق:40 (له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله)الرعد:11، (وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين)الانفطار:10-11، (قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم)السجدة:11، (الذين تتوفاهم الملائكة طيبين)النحل:32، (تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا)فصلت:30.
وعالم الملائكة عالم مفطور على طاعة الله، ليس له شهوة تفتنه عن ذكره (يسبحون الليل والنهار لا يفترون)الأنبياء:20، (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون)التحريم:6.
3. الجن، وهم عالم روحي آخر، ولكنهم مكلفون كالإنسان، ولذلك يوجه القرآن الخطاب إلى الفريقين (يا معشر الجن والإنس) الرحمن:33 وفي القرآن سورة كاملة عن الجن تحدثوا فيها عن أنفسهم وعن علاقتهم برجال من الإنس، وأن منهم المسلمين ومنهم القاسطين (فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا)الجن:14، والكفرة من هؤلاء الجن هم الشياطين وهم ذرية إبليس وجنوده وقد قال الله عنهم: (إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم)الأعراف:27.
إذا عرفنا هذا فمن أي هذه العوالم الثلاثة تلك الأرواح الخفية التي تحرك السلال والأقلام؟
لا نستطيع أن نقول: إنها أرواح الموتى الذين كانوا معنا بالأمس، فإن كثيرا من هذه الأرواح المستحضرة، تدخل فيما لا يعنيها، وتفتي بما لا تعلم وتقول ما لا تعرف وتكذب في أشياء، وتتطاول على الغيب الذي استأثر الله به، وما نظن أرواح الموتى فارغة لهذا العبث، فهي إما في نعيمها أو عذابها، في روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار. والعجيب أننا لم نسمع عن روح واحدة لكافر أو فاجر صدقت الناس ما تعانيه من عذاب الله الذي أخبر القرآن أنها تلقاه بمجرد الموت (ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم: أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق)الأنعام:93، (ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم)الأنفال:50، (النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب)غافر:46، (فلولا إذا بلغت الحلقوم. وأنتم حينئذ تنظرون. ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون. فلولا إن كنتم غير مدينين. ترجعونها إن كنتم صادقين. فأما إن كان من المقربين. فروح وريحان وجنة نعيم، وأما إن كان من أصحاب اليمين، فسلام لك من أصحاب اليمين. وأما إن كان من المكذبين الضالين. فنزل من حميم. وتصلية جحيم، إن هذا لهو حق اليقين)الواقعة:83-95.
فهذه منازل الأرواح عقب الموت، وقد صرحت الآيات بأن أرواح المكذبين الضالين لها نزل من حميم وتصلية جحيم.
فهل يمكن أن تكون أرواح الكفار والملحدين العصاة طليقة من كل قيد بحيث تذهب حيث تشاء وتستجيب لكل من يطلبها لا رقيب عليها ولا حسيب؟!

شارك هذاه المقالة :

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
شركائنا : قانون | وظائف ذهبية | softpedia download
copyright © 2013. موقع الاسلام (رسالة الحق والسلام) - بعض الحقوق محفوظة
القالب من تصميم Creating Website و تعريب وظائف ذهبية
بكل فخر نستعمل Blogger