وظائف شركات البترول
الرئيسية » » اخيرا عرفت طريق الهدايا الجزء الثانى

اخيرا عرفت طريق الهدايا الجزء الثانى

Written By Unknown on الاثنين، 11 فبراير 2013 | 11:18 م


تلتزم بالحجاب بعد الخمسين
يقول راوي قصة هذه التائبة التي التزمت بعد تجاوزها الخمسين عاما، وارتدت الحجاب الكامل مع تغطية الوجه، ولنترك له الحديث: أخت جدتي تجاوزت الخمسين من عمرها، ورغم تقدم سنها كانت لا تهتم بأمور الدين. وكانت تلبس ثيابا غير شرعية وهكذا عهدتها منذ نشأتي حتى أصبحت رجلا. ولعدم وجود من يقوم بعمل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليم الناس أمور دينهم.
ظهرت جماعة أنصار السنة المحمدية وعملوا مركزا بالمنطقة ومكانا لتحفيظ القرآن الكريم، وخصصوا للنساء مكانا لتعليمهن أمور الدين الشرعي. تأثرت جدتي بهذه الدروس، حيث كانت ملتزمة لها. والتزمت بالصلاة في وقتها، وتركت مصافحة الرجال الأجانب، ورغم أنها أمية أصبحت تحفظ قصار السور. رأت يوما امرأة متحجبة ومغطية وجهها وجميع جسمها. قالت: هذا هو اللباس الشرعي، والتزمت بالحجاب الشرعي مع تغطية الوجه كاملا. وقد قيل لها أنت امرأة كبيرة ويمكن أن تكشفي وجهك. والله يقول: {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ} قالت: أكملوا الآية: {وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [النور: 65].
أريد العفاف ولطالما كشفته وأنا صغيرة جاهلة وعصيت ربي، سأطيعه وسأغطي وجهي وأنا كبيرة عالمة بأمور ديني، وعليكن أيتها النساء طلب العلم النافع، فالعبادة من دون علم يوقع الإنسان في المهالك. وأسأل الله أن يتقبل توبتي ويرحمني ويغفر لي ما مضى من عمري. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له ".
وهكذا التزمت جدتي، والآن تحفظ جزء "عم " بعد أن كانت لا تحفظ شيئا من القرآن. وأيضا بالتزامها التزمت أصغر بناتها التي كانت معها في المنزل والتزمت بالحجاب الشرعي. وبفضل الله ثم بفضل هذه الجماعة أصبح الرجال والنساء يتعلمون العلوم الشرعية وما يجب أن يكون عليه المسلم، بعيدا عن الصوفية وتعصبها الأعمى

توبة شاب كان يضرب والده
قال الحسن بن علي رضي الله عنهما:
بينا أنا أطوف مع أبي حول البيت في ليلة ظلماء، وقد رقدت العيون، وهدأت الأصوات، إذ سمع أبي هاتفا يهتف بصوت حزين شجي، وهو يقول:
يا من يجيب دُعا الـمُضطر في الظلم يا كاشف الضر والبلوى مع السقم
قد نام وفدك حول البيـت وانتبهوا *** وأنت عينك يا قيـوم لـم تنم
هب لي بجودك فضك العفو عن جرمي *** يا من إليه أشار الخلق في الحرم
إن كان عفوك لا يدركه ذو سرف فمن يجود على العاصين بالكرمِ
قال: فقال أبي: يا بنيّ! أما تسمع صوت النادب لذنبه، المستقبل لربه؟ الحقه فلعل أن تأتيني به.
فخرجت أسعى حول البيت أطلبه، فلم أجده، حتى انتهيت إلى المقام، وإذا هو قائم يصلي، فقلت: أجب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأوجز في صلاته واتبعني.
فأتيت أبي، فقلت: هذا الرجل يا أبت.
فقال له أبي: ممن الرجل؟
قال: من العرب.
قال: وما اسمك؟
قال: منازل بن لاحق.
قال: وما شأنك، وما قصتك؟
قال: وما قصة من أسلمته ذنوبه، وَأَوبَقَته عيوبه، فهو مرتطم في بحر الخطايا.
فقال له أبي: علي ذلك، فاشرح لي خبرك.
قال: كنت شابا على اللهو والطرب لا أفيق عنه، وكان لي والد يعظني كثيرا، ويقول: يا بنيّ! احذر هفوات الشباب وعثراته، فإن لله سطوات ونقمات، ما هي من الظالمين ببعيد، وكان إذا ألح عليّ بالموعظة ألححت عليه بالضرب، فلما كان يوم من الأيام ألح عليّ بالموعظة، فأوجعته ضربا؛ فحلف بالله مجتهدا ليأتين بيت الله الحرام فيتعلق بأستار الكعبة ويدعو علي، فخرج حتى انتهى إلى البيت، فتعلق بأستار الكعبة، وأنشأ يقول:
يا من إليه أتى الحجاجُ قد قطعوا *** عرض المهامة من قرب ومن بُعد
إني أتيتك يا من لا يخيب من *** يدعوه مبتهلا بالواحد الصمد
هذا منازل لا يرتد عن عققي *** فخذ بحقي يا رحمن من ولدي
وشل منه بحولٍ منك جانبه *** يا من تقدس لم يولد ولم يلد
قال: فوالله ما استتم كلامه حتى نزل بي ما ترى، ثم كشف عن شقه الأيمن فإذا هو يابس.
قال: فأبت ورجعت؛ ولم أزل أترضاه، وأخضع له، وأسأله العفو عني، إلى أن أجابني أن يدعو لي في المكان الذي دعا على.
قال: فحملته على ناقة عُشَرَاء، وخرجت أقفو أثره، حتى إذا صرنا بوادي الأراك طار طائر من شجرة، فنفرت الناقة، فرمت به بين أحجارٍ، فرضخت رأسه فمات، فدفنته هناك، وأقبلت آيسا، وأعظم ما بي ما ألقاه من التعبير أني لا أُعرَف إلا بالمأخوذ بعقوق والديه.
فقال له أبي: أبشر فقد أتاك الغوث، فصلى ركعتين، ثم أمره فكشف عن شقه بيده، ودعا له مرات يرددهن؛ فعاد صحيحاً كما كان.
قال له أبي: لولا أنه قد كان سبقت إليك من أبيك في الدعاء لك بحيث دعا عليك لما دعوت لك.
قال الحسن: وكان أبي يقول لنا: احذروا دعاء الوالدين! فإن في دعائهما النَّماء والانجبار، والاستئصال والبوار.

توبة شاب على يد منصر
إنه شاب من جملة شباب المسلمين، وعده والده بالسفر للسياحة في حال نجاحه!!، وفي لحظات ترك وطنه إلى البلاد المفتوحة.. وصل.. كل شيء معد للاستقبال.. فعل كل شيء إلا ما يرضي الله.. لم يكن هناك وقت.. يقول هذا الشاب:
مر الوقت سريعا.. لم يبق على انتهاء الرحلة إلا يوم واحد، وكما هو محدد في الجدول: نزهة خلوية، وحفل تكريم!
مالت الشمس للغروب، وسقطت صريعة خلف هاتيك الجبال الشامخات، والروابي الحالمات.. عندها بدأ ليل العاشقين، وسعي اللاهثين، واختلطت أصوات الموسيقى الحالمة بتلك الآهات الحائرة، ثم أعلن مقدم الحفل عن بدء الوداع.. أول فقرة من فقراته هي اختيار الشاب المثالي في هذه الرحلة الممتعة..
وأعلن الفائز.. الشاب المثالي هو (أنا)!
فكرت كثيرا: لم اختاروني أنا! هناك الكثير ممن هم على دينهم.. لأني مسلم اختاروني؟!.
تذكرت أبي وصلاته، وأمي وتسبيحها.. تذكرت إمام المسجد.. تذكرت رسول الله صلى الله عليه وسلم.. تخيلته أمامي ينظر ماذا أفعل.
وصلت إلى المنصة.. أمسك القائد بالصليب الذهبي.. إنه يلمع كالحقد، ويسطع كالمكر.. أمسك بعنقي.. قربني إليه.. وهم بوضع الصـ..
قف.. إنني مسلم..
أمسكت بالصليب الذهبي، وقذفته على الأرض، دسته تحت قدمي..
أخذت أجري.. وأجري.. صعدت إلى ربوة.. صرخت في أذن الكون، وسمع العالم: الله أكبر ... لله أكبر..
أشهد أن لا إله إلا الله.. أشهد أن محمدا رسول الله.. وعدت إلى بلدي إنسانا آخر غير ذلك الإنسان العابث اللاهي فسبحان من يحيي القلوب بعد موتها.

توبة الفنان محمود الجندي
لم تعد لحظات الصدق والعودة إلى الله تقتصر على الفنانات فحسب، بل طالت عددا من الفنانين، ولعل محمود الجندي أحد هؤلاء الذين مروا بتجربة عميقة الأثر، جديرة بالاهتمام والرصد، انتقل خلالها من مرحلة الشك إلى الإيمان، ومن قراءة كتب التشكيك والفكر العلماني إلى قراءة كتب اليقين والفكر الإسلامي، ومن الفن كعبث ولهو ومجون وبحث عن المال والشهرة والنجومية إلى الفن كرسالة لها أهداف في غرس القيم والمبادئ والدعوة إلى الفضيلة. وكان الجندي قد عرف- بمقاييس أهل الفن- بأنه فنان متألق ومثقف، وصاحب شخصية مبدعة ومحبوبة من الجميع، استطاع إثبات ذاته لعشقه العمل بالتمثيل، وقدرته على تقمص مختلف الأدوار الفنية.. هذه الشخصية كيف هاجرت إلى الله تعالى؟!
مرحلة تخبط وتساؤلات
يقول الجندي: عملت طويلا من أجل إثبات الذات وتحصيل المال والشهرة والنجومية، وأصبحت أحظى بشبكة علاقات واسعة، أهلتني لكي أكون محبوبا من الجميع، لكنني رغم نجاحاتي الكثيرة كنت أشعر أن شيئا ما ينقصني، فعشت مرحلة طويلة من التخبط وبدأت بعض التساؤلات تخالجني وتلح علي: ماذا لو عبدت الله حق العبادة؟ هل سأكون متخلفا ورجعيا كما يرى البعض؟ وبعد فترة طويلة من التفكير والبحث والقراءة توصلت إلى أن الإنسان لابد أن يكون صاحب قضية، وليس هناك أهم من قضية الإيمان، وإن لم يكن الإنسان مؤمنا، فسيكون في زمرة الهالكين في الدنيا والآخرة، لقد اهتديت إلى هذه القناعات بعد أن مررت ببعض المحطات القاسية.
أما هذه المحطات التي قادته إلى حقيقة الإيمان- كما يستعرضها الجندي- فأولها وفاة صديقه الفنان مصطفى متولي فجأة دون سابق إنذار، إذ يقول: كنت مع صديقي مصطفى قبل الوفاة بنصف ساعة في إحدى سهراتنا المعتادة، نتحدث فيها عن الدنيا ومباهجها والأدوار الفنية، ونصنع ما يحلو لنا، ثم استأذن مصطفى، على وعد بأن يعود بعد نصف ساعة ولم يكن به مرض، إلا أنه لم يعد.
وفي صباح اليوم التالي تلقيت اتصالا هاتفيا يحمل نبأ وفاته، فأصبت بالهلع والذعر الشديدين، وعندئذ أدركت أن الموت حقيقة لا يمكن إنكارها وأخذت أراجع نفسي وأتساءل: إلى متى سأظل هكذا من دون أن أدرك أن الموت هو المصير المحتوم؟ ومن دون أن أعمل للآخرة؟
حادث الحريق
ويروي الجندي المحطة الثانية قائلا: ذات يوم شعرت بانقباض في القلب، وعلى إثر ذلك ذهبت إلى الطبيب وحين سألني ماذا بك؟! أجبته: أشعر أنني سأموت، فأجرى الفحوصات الطبية اللازمة، إلا أن النتيجة جاءت بأنني سليم، وقال الطبيب: يبدو أنك موهوم، غير أن هذا الشعور لم يغادرني حتى بعد أن طمأنني الطبيب.
والمثير للدهشة أن زوجتي حدثتني في تلك الليلة عن ضرورة شراء مقبرة، فتعجبت وقلت: هذا الموضع لم يخطر على بالي من قبل، ولم أفكر فيه، وعندما أموت فسأدفن في بلدتي وانتهى الحوار بيننا، وخلدت إلى النوم، وإذا بي أستيقظ فأجد الفيلا معبأة بالدخان الكثيف والنيران مستعرة في كل أرجائها، وكانت زوجتي في ذلك الوقت تعاني ضيقا في التنفس، فلم تتحمل الدخان ولقيت ربها بمجرد وصولها إلى المستشفى ولحقت بها إحدى بناتي، هنا أدركت ضرورة الرجوع إلى الحق، ومما عزز هذا الموقف أن النار حين اندلعت في المكتبة أتت على كتب التشكيك فقط أي كتب الفكر العلماني والماركسي التي كنت أعشق قراءتها، وفي هذا الظرف العصيب وإبان المصاب الفادح وقفت مع نفسي وأخذت أردد "يا رب خفف " ولم أعترض على قضاء الله وقدره.
العمرة.. والشعور الكهرومغناطيسي!
ثم تأتي المحطة الثالثة حين نصحه البعض بضرورة أداء العمرة، لكنني- كما يقول محمود- كنت أتساءل: ما معنى أن أزور مكانا ما وأطوف حول الحجارة؟! لكن شاء الله وذهبت لأداء العمرة، وفي طريقي إلى مكة المكرمة زرت المدينة أولا، وفي أول ليلة بهذه البقاع المقدسة فتحت المصحف لكي أقرأ بعض الآيات من أي موضع، وإذا بعيني تقع على الآية الكريمة {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155]، وفي الصفحة ذاتها{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 158]، وبعد أن قرأت هذه الآيات أيقنت أنها رسالة قوية جدا، فالآية الأولى تطالبني بالصبر على ما حدث، والثانية تجيب عن التساؤلات التي جالت في خاطري، وهنا قلت في نفسي: إذا كان الإنسان مؤمنا بكتاب الله فعليه أن يؤمن به جملة وتفصيلا، وأن يطبق جميع ما ورد في محتواه، وعلى رأس ذلك الإيمان بالغيب، والإيمان بأن العقل لا يمكن أن يدرك ما وراء الحجب.
وحينما ذهبت إلى الكعبة شعرت بحالة أشبه بالكهرومغناطيسية وهنا أسلمت نفسي إلى الله، وأدركت بحسابات القلب أن هناك عبادات لابد من التسليم بها، ومنذ تلك الرحلة المباركة أصبحت أحن بين الحين والآخر إلى أدائها.
كتب التشكيك والبديل
وبعد أن احترقت الكتب العلمانية والماركسية استبدلت بها الكتب الإسلامية وأقبلت على قراءتها بنهم وشغف شديدين، وإدراكي أن الإسلام هو الحق دعاني إلى الحرص على الفهم وفرز الصواب من الخطأ والتعمق في الإسلام، لكي أعيش حياتي وفق تعاليمه وأدبياته، يضاف إلى ذلك أنني لا أريد أن تكون كلمة مسلم التي أنتسب إليها مجرد معلومة لاستكمال بيانات البطاقة التي أحملها، ومن بين الكتب التي أدمنت قراءتها سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وكتب التاريخ الإسلامي، ولقد عرفت من خلال القراءة أن الإسلام بنى حضارة عظيمة استفادت منها البشرية جمعاء.
ويستطرد قائلا: لقد نشأت في أسرة تعرف حدود الله وتحافظ على تعاليم الإسلام، حيث كان والدي يصطحبني وإخوتي إلى المسجد، وأحد أشقائي يدعى جمال- وهو يصغرني في السن، وكنت قد حببته في القراءة- سلك طريق الالتزام والتدين، بينما اخترت خطا آخر لا سيما حين انتقلت من بلدتي "أبو حمص " "بالقرب من الإسكندرية" إلى القاهرة، وبعد أن أنعم الله علي بالهداية علمت أن شقيقي جمال قد أمضى سنة كاملة يدعو لي بالهداية أثناء الصلاة، ولذلك فهو قدوتي الذي ألجأ إليه في كل قضايا الدين، ومن الشخصيات المؤثرة في حياتي الفنان حسن يوسف الذي كان أول من واساني ووقف بجواري بعد حادثة الحريق، ولا يمكن أن أنسى مؤازرته لي حينما قال عليك ب "لا حول ولا قوة إلا بالله " و{إنا لله وإنا إليه راجعون} [البقرة: 156].
سعادة وسعادة
ويرى محمود الجندي أن السعادة لا يمكن أن تكتمل إلا إذا كان المرء يحظى برضا الله عر وجل، فالسعادة التي يراها البعض في السكن والزوجة الجميلة وتحصيل الأموال وتعاطي المخدرات، ومصادقة النساء هي سعادة مؤقتة يعقبها ندم وشعور التعاسة، فما أجمل أن تكون السعادة حينما يكون الإنسان في استطاعته أن يرتكب منكرا، لكنه يأبى ذلك خوفا من الله، فتلك هي السعادة الأبدية والمتعة الحقيقية واللذة التي لا تدانيها لذة.
وعن رأيه في الفن يقول: الفن في الماضي كان مجرد مهنة، الهدف منها تحصيل الأموال وصناعة اسم كبير، ورفع سعر الأدوار التي أقوم بها، والقيام بكل الأدوار حتى لو خالفت الشرع، لكن الفن الآن أصبح رسالة، ومن خلاله يمكن تقديم الموعظة الحسنة والحث على الفضيلة وذم الرذيلة، والبعد عن إثارة الشهوات والغرائز، كما أنني وقفت مع نفسي كثيرا وتساءلت: هل الفن حلال أو حرام؟ وكدت أعتزل لكنني توصلت إلى أن الفن يمكن أن يسهم في تثبيت قيم الناس وتعاليم الإسلام، ولو اعتزلت فلن يبقى في الميدان إلا هؤلاء الذين يلعبون على وتر إثارة الغرائز، كما أعتبر نفسي سفيرا للإسلام في الوسط الفني، فكثيرا ما أدير حوارات مع أهل الفن.
أما حقيقة وتداعيات الزي الذي يرتديه وهو عبارة عن جلباب وعمامة فيقول الجندي: الإسلام لم يحدد زيا معينا، أما كوني أرتدي هذا الزي فلأنني مازلت ضعيفا، وأخشى أن أضعف أمام الإغراءات المحيطة، وهذا الذي يشكل حائط صد أمام ارتياد أماكن اللهو والعبث، فإذا سولت لي نفسي العودة إلى الماضي يكون هذا الزي حائلا دون تحقيق رغبتها؛ لأنه من غير المعقول كما أنه ليس من المألوف أن أرتاد النوادي الليلية بهذا الزي، غير أنني أذهب إلى أماكن العمل وأستبدل به الملابس الأخرى التي تتناسب وأدواري الفنية.
لحظات الضعف
وحول لحظات الضعف التي تعرض لها بعد أن سلك طريق الالتزام يقول: أتعرض للحظات ضعف كثيرة، لكن الله أعطاني السلاح الذي أقاومها به، وهو الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والحقيقة أن النفس تحتاج إلى جهاد كبيرة، فأحيانا تذكرني بأشياء سيئة مضت.
كما أن بعض أصدقائي حينما يشاركون في اللقاءات الصاخبة والماجنة بالعودة إلى الماضي لكنني سرعان ما أغلق التليفون ثم أشغل إذاعة القرآن الكريم، وأتصل بهم لكي يستمعوا إلى القرآن الكريم. والعجب أن بعض أصدقائي كانوا يوافقونني في كل شيء ويعتبرون رأي سديدا ويستنصحونني دائما، وعندما التزمت أخذوا ينظرون إلى على أنني غير مكتمل الأهلية، وهذا يؤكد أن الانتقال من مرحلة إلى أخرى أمر صعب ويحتاج إلى صبر ومجاهدة.
واختتم كلامه قائلا: رغم قلة الأدوار التي أقوم بها، إلا أن رزقي قد زاد، فقديما كنت أنفق الأموال على ارتكاب المحرمات وأفاجأ بأنه لم يتبق معي شيء، أما الآن فأصبحت أضع المال في موضعه ولا أنفقه إلا في الحلال وبالتالي فهو يزيد على حاجتي رغم انخفاض دخلي وترا جع أدواري.

توبة فتاة عن التهاون بالصلاة
كنا عشرة من الأبناء ما بين إناث وذكور، ملأنا كل أركان بيتنا الكبير، ولم يتبق منه إلا ملحق خارجي ذو غرفتين، تم تأجيره لأسرة من دولة عربية، وبالرغم من عددهم المقارب لعددنا إلا أنهم استطاعوا أن يتكيفوا في الغرفتين اللتين أجرهما لهم والدي.
كانوا تقريبا في أعمار مقاربة لأعمارنا، وكان إخوتي يلعبون مع أبنائهم في فناء المنزل، إلا أنني كنت الابنة الوحيدة التي لم تختلط معهم، ظنا مني أنني أفضل منهم، وأني من المفترض ألا أختلط مع من هم أقل شأنا مني، كما تهيأ لي.
واستمر الحال هكذا، لا أختلط مع بناتهم، حتى المقاربة لي في السن، إلى أن جاء يوم وجدت نفسي مضطرة إلى أن أدخل منزلهم المتواضع، وهذا اليوم كان هو يوم وفاة جدي، فلقد امتلأ المنزل بالمعزين الذين جاؤوا حتى من بلدان خليجية أخرى للمواساة، وعندها وجدت أمي أنه من الضروري إبعادنا من المنزل، فطلبت من جارتنا التي تسكن في ملحق منزلنا أن تصطحبني أنا وأخي الأصغر لنمكث في منزلهم، وتعتني بنا حتى وقت النوم، ثم نعود لمنزلنا لننام.
سرت مع تلك السيدة على مضض، ودخلت لأول مرة منزلهم.. بل حجرتهم- إن صح التعبير- فهبت بناتها ليستقبلنني، وأنا أحاول أن أرسم علامات الارتياح، ولكن.. علامات الضيق كانت تأبى إلا أن تظهر.
بدأت الفتاتان بالتحدث معي، وأخذت شيئا فشيئا أستلطف حديثهن، فلقد كانتا هادئتين، متزنتين، وأخذنا نتحدث، إلى أن وصل إلى مسامعنا صوت أذان الظهر، فقمنا للاستعداد للصلاة التي لم أكن أتذكرها إلا قليلا.. ولم أكن أؤديها إلا بعد إلحاح والدتي، فقد كنت أرى أني صغيرة بالرغم من بلوغي سن الحادية عشرة.
طلبت مني الفتاتان القيام للصلاة، فاعتذرت لأنني لا أملك ثوبا للصلاة، فما كان منهن إلا أن أحضرن لي ثوبا للصلاة، ووقفت أصلي معهن، وأحسست أنني أعرفهن منذ زمن بعيد، وأننا جميعا في هذا الموقف الخاشع سواء.. لقد كانت مشاعر جميلة تلك التي أحسست بها في تلك اللحظة.
أمضيت اليوم لديهن، وعدت إلى غرفتي في المساء، ووضعت رأسي على وسادتي وأنا أشعر بشعور غريب، فلقد أديت كل صلوات يومي معهن، وكان هذا في حد ذاته إنجازا كبيرا بالنسبة لي.
استيقظت في اليوم التالي وأسرعت أنا لأطرق باب غرفة جيراننا، وأمضيت معهن ثلاثة أيام عدت بعدها إلى منزلنا، وأخذت أزورهن بين الحين والآخر، وفي يوم طرقت باب منزلنا إحدى الفتاتين، ونادتني خادمتنا لمقابلتها، وعندما دخلت الصالة وجدت صديقتي تحمل في يدها كيسا صغيرا، وهي تقول: "لقد اخترته بنفسي لك، وأرجو أن يعجبك، وتتذكريني فيه بعد رحيلنا الذي قرره والدي بعد أسبوع ".
نعم.. لقد كان أول ثوب صلاة لي، وأجمل ثوب حصلت عليه..
ورحلت تلك الأسرة عن منزلنا..
بالرغم من أنني أصبحت الآن على أبواب الجامعة إلا أنني ما زلت أتذكر أول صلاة صليتها معهن، وأجمل ثوب حصلت عيه حاكته تلك الأيدي الصغيرة التي اعتدت أن أدعو لها بعد كل صلاة، وما زلت إلى الآن أتحسس فيه دفء الصداقة، وأشم فيه رائحة الصدق.

توبة شاب على يد والدته
كان بالمدينة امرأة متعبدة، ولها ولد يلهو، وهو مُلهي أهل المدينة. وكانت تعِظُه، وتقول: يا بني! اذكر مصارع الغافلين قبلك، وعواقب البطالين قبلك، اذكر نزول الموت.
فيقول إذا ألحت عليه:
كفي عن التعذال واللوم *** واستيقظي من سنة النوم
إني وإن تابعت في لذتي *** قلبي وعاصيتك في لومي
أرجو من إفضاله توبة *** تنقلني من قوم إلى قوم
فلم يزل كذلك حتى قدم أبو عامر البناني واعظ أهل الحجاز، ووافق قدومه رمضان، فسأله إخوانه أن يجلس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأجابهم.
وجلس ليلة الجمعة بعد انقضاء التراويح، واجتمع الناس، وجاء الفتى فجلس مع القوم، فلم يزل أبو عامر يَعِظ وينذر ويبشر، إلى أن ماتت القلوب فرقا، واشتاقت النفوس إلى الجنة، فوقعت الموعظة في قلب الغلام فتغير لونه. ثم نهض إلى أمه، فبكى عندها طويلا، ثم قال:
زَمَمْتُ للتوبة أجمالي ورحت قد طاوعت عذالي
وأبت والتوبة قد فتحت *** من كل عضو لي أقفالي
لما حدا الحادي بقلبي إلى *** طاعة ربي فك أغلالي
أجبته لبيك من موقظ *** نبَّه بالتذكار إغفالي
يا أمَّ هل يقبلني سيِّدي *** على الذي قد كان من حالي؟
واسوأتا إن ردَّني خائبا *** ربي ولم يرض بإقبالي
ثم شمر في العبادة وجد، فقربت إليه أمه ليلة إفطاره، فامتنع وقال: أجد ألم الحمى، فأظن أن الأجل قد أزف. ثم فزع إلى محرابه، ولسانه لا يفتر من الذكر. فبقي أربعة أيام على تلك الحال. ثم استقبل القبلة يوما، وقال: إلهي عصيتك قويا، وأطعتك ضعيفا، وأسخطتك جلدا، وخدمتك نحيفا، فليت شعري هل قبلتني؟ ثم سقط مغشيا عليه، فانشج وجهه. فقامت إليه أمه، فقالت: يا ثمرة فؤادي، وقرة عيني، رد جوابي.
فأفاق فقال: يا أماه! هذا اليوم الذي كنب تحذريني، وهذا الوقت الذي كنت تخوفيني، فيا أسفي على الأيام الخوالي، يا أماه! إني - خائف على نفسي أن يطول في النار حبسي؛ بالله عليك يا أماه، قومي فضعي رجلك على خدّي، حتى أذوق طعم الذل لعله يرحمني، ففعلت، وهو يقول: هذا جزاء من أساء، ثم مات رحمه الله.
قالت أمه: فرأيته في المنام ليلة الجمعة، وكأنه القمر، فقلت: يا ولدي! ما فعل الله بك؟ فقال: خيرا، رفع درجتي.
قلت: فما كنت تقول قبل موتك؟ قال: هتف بي هاتف: أجب الرحمن! فأجبت.
قلت: فما فعل أبو عامر فقال: هيهات! أين نحن من أبي عامر؟
حَلّ أبو عامر في قبة *** وطدها ذو العرش للناس
بين جوار كالدمى خُرَّد *** يسقينه بالكأس والطاس
يقلن بالترخيم خذها فقد *** هنيتها يا واعظ الناس

وأخيرا عاد الدفء لقلبي
لم أكن لأكتب هذه الأسطر عن مرحلة من مراحل حياتي لولا إدراكي لأهميتها وضرورة عرضها لما فيها من العبرة والعظة.
فأنا فتاة شابة أنعم الله على بالهداية، ونور لي بصيرتي بعد العمى والضلال.. فقد كنت تائهة حائرة، شربت من الموارد المختلفة حلوها ومرها فلم أجد ألذ من طعم الهداية والتقى في رحاب كتاب الله تعالى وسنة رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم..
بلغ عمري الآن الثامنة والعشرين.. عشت في أسرة ثرية.. وكان والدي دائم الأسفار ليوفر لنا كل ما نتمنى ونريد.. ولكثرة أسفار والدي تغيرت علي ملامحه..
كانت والدتي تصنع كل شيء في البيت.. وهي التي تدبر شؤوننا في غياب والدي المتكرر.. وكنا نسافر في الإجازة كثيرا حتى أنني أعتقد أنني جئت معظم أقطار العالم.. كنا نسافر مع بعض المعارف، وغالبا ما كانت تذاكر السفر على حسابنا.. كانت والدتي- في ظل غياب والدي- متحررة تارة، ومحتشمة تارة أخرى.. ولم يكن يجرؤ أحد من أخوالي على مفاتحتها في الأمر أو نهيها عن سفورها؛ لأنها كانت تجود عليهم بالمال وتمنحهم ما يحتاجون إليه من النقود.. عشت في هذه الأجواء أنا وأخواتي حتى كبرنا وصرنا نرتدي الحجاب.. لكننا كنا نشعر بعدم الحاجة إليه، ولم نكن على قناعة في ارتدائه.. لذلك كنا إذا ركبنا الطائرة لسفر خارج وطننا نسرع في خلع الحجاب فتخلص منه.. ولم نكن وحدنا الذين نفعل هذا، فقد شاهدنا فتيات كثيرات يفعلن مثلنا في الطائرة.. وهذا جعلنا نشعر بأن الكل يشارك نفس الشعور مما يولد لدينا شعورا بالراحة والرضى.. وما أن تصل الطائرة ونهبط من سلمها حتى يجتاحني شعور ببداية برنامجي المليء بالتسلية واللعب.. مسارح.. رقص.. فنادق.. سباحة.. ملاهي.. وغير ذلك.
وكثيرا ما كنت أتعرف على كثير من أبناء وطني أو من خارجه، ونقضي معا أوقاتا في اللهو والعبث و..
كان والدي قد اشترى لنا هناك شقة.. وكنت أعرف أننا على خطأ جسيم.. ولكنني كنت أعرف عددا من الفتيات من بنات وطني يفعلن !مثلي، فكثيرات هن اللاتي يأتين لممارسة العري والفحش.. كنت "أشعر بالذل لكثير من المشاهد والمواقف المؤسفة.. فعندما عرف أحدهم أنني من بلد.. تعجب وأنكر على ما أفعله، فخجلت من نفسي.. كنت أرى الكثير من الفتيات يبحثن عن صديق يشاركهن السهر والرقص.. وكنت من بين هؤلاء.. وكنت أشعر أن الكثيرين ينظرون إلينا نظرة احتقار لما نحن فيه من إقبال على الشهوات.. كنت أبحث عن والدتي لأبث لها همومي ورغبتي الأكيدة في العودة.. كنت لا أراها في البيت.. وكانت تأتي متأخرة حيث تقضي الليل خارج البيت وتأتي في الصباح.. وكانت تأتي متعبة لا ترغب في الحديث مع أحد.. شعرت بأنني أواجه هموما كالجبال.. وضاقت علي نفسي بسبب إهمال والدتي لي وعدم سماعها لما يخالج نفسي.. عدت مرة أخرى للهو والعبث.. عدت لأنتقم مما أنا فيه.. ذهبت لأحد الملاهي الشعبية في ملابس شبه عارية.. جعلت أرقص وأتلوى يمينا وشمالا لمدة طويلة.. ثم أمسكت (بالميكروفون) وجعلت أغني، وطلبت من الجمهور أن يختاروا أي أغنية لأغنيها لهم.. فوجئوا بهذا الطلب وخاصة بعد أن عرفوا أنني خليجية.. رأيت أحل الشباب يخرج من بين الجمهور ويتجه نحوي.. أقبل على بغضب ولطمني بقوة.. سحبني من خشبة المسرح وعاتبني لما صنعت.. شعرت بأن الدنيا تدور بي، وجعلت الذكريات تطوف بي وتشدني إلى الوراء.. شعرت بأن أخطائي تراكمت حتى أصبحت كالجبال.. كنت نكسة لأمتي ووطني وديني. لامني الشاب وسترني ببعض ما لديه من ملابس وغادرت معه حيثما أوصلني إلى المنزل.. كثيرا ما لامني وأنا في السيارة.. وشعرت بكلماته تنهال على كالصواعق المحرقة.. كانت صدمة اهتزت لها نفسي واستيقظت معها جوارحي وعاد دفء الحياة لقلبي.. شعرت بالندم يجتاح كياني ودخلت منزلي منكسرة ذليلة.. جلست في غرفتي أتأمل هذا الضياع الذي وصلنا إليه.. بكيت كثيرا حرقة وألفا على الذنوب والآثام.. عزمت على التوبة فاغتسلت وتوضأت وصليت.. شعرت ببرد اليقين يتسلل إلى صدري.. علمت أمي بذلك ورأتني في البيت محتشمة فذهلت وسألتني عن الخبر.. جلست أناقشها وأبث لها همومي وجعلت أستعرض معها ما نحن فيه.. بينت لها أننا نسير في الطريق الخطأ.. مرضت أياما وفكرت كثيرا فيما نحن فيه فهداها الله للقرار الصائب.. عدنا للوطن ووصلنا البيت وقد عزمنا على التغيير.. رأى والدي ما !ن فيه فندم على تفريطه.. فكر كثيرا في حقنا الذي ضيعه في التربية والبناء.. ندم على ذلك أشد الندم.. رجع إلى بيته ليصلحه من جديد.. وشاء الله تعالى أن يتقدم لخطبتي شاب صالح زادني الله على يديه هدى وتقى..
كانت فاتحة زواجنا أداء عمرة في رحاب بيت الله.. وشعرت هناك بأني إنسانة جديدة.. وأدركت كم كنت تائهة بعيدة عن الحق.. بكيت كثيرا قرب الكعبة ودعوت الله أن يغفر لنا سالف عملنا وألا يضلنا بعد إذ هدانا إليه..
كانت تجربة مريرة مررنا بها.. ولكن رحمة الله تداركتنا جميعا حيث أصبحت عائلتنا بأكملها تتشبع بنور الإيمان والهدى، وتنهل من كتاب الله تعالى، وتسير على هدي سنة نبينا صلى الله عليه وسلم.. فحمدا لله على هذا.. وحذار يا فتيات وطني أن تقعن فيما وقعت فيه..

اخيرا عرفت طريق الهدايا
شارك هذاه المقالة :

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
شركائنا : قانون | وظائف ذهبية | softpedia download
copyright © 2013. موقع الاسلام (رسالة الحق والسلام) - بعض الحقوق محفوظة
القالب من تصميم Creating Website و تعريب وظائف ذهبية
بكل فخر نستعمل Blogger